( حديــث الأحزان 2
.✍🏻/ يحيى صالح العفيري)
مستقبله مجرد حروف تكونت لتعطي كلمة يستطيع أي رجل أن يقرأها ، ويمررها على اللسان كما يمر الشراب رغم أن الشراب يضيف للظمئآن حياة آخرى .
خلق في هذه الحياة ليكون عبدا لسلطان الهوى الشيطاني الذي نصبه حبه الأعمى واصدر قرار توليته ذلك البوح المدلل ممن يجعلون الكلمات اسحارا تستسلم لها القلوب .
يتغنى باللحن في دور الوله ويتجول في بساتين النزهة مع تلك الاجسام المزيفة ، يقطف الزهور ويشم فيها رائحة الاحباب ، ويستعيد فيها نفحات الكلمات الهامسة غزلا ماكرا والرسائل الصادرة من أجل التلاعب وإنقضاء الوقت فيعدها ترجمان الروح وأكسجين الحياه ، وبين سطورها تذوب مهجته وتتولد نشوته وترقص الآفاق حوله ، يفتحها كل حين فتتراكم أفكاره ويعزف لسانه حروفها بعاطفةٍ وحنين يتحرك له الصخر طربا وتتمايل الاغصان شوقا للقياه بحبيبه لو سمعه عاشقٌ آخر لحلق فوق بساط الحب نحو عالمٍ بعيد يحتضن وده وحبه وينعم الفؤاد بالحياة المبنية على مشاعر الحب والوئام.
تنقضي الأيام في رحلة العشق ويحلم المحب بأوهامٍ لو تحققت لأصبح اسعد العشاق على وجه الأرض ، من هنا إلى هناك تمر أفكاره وفجأة تسقط في حفرة مملوءة بالحمم البركانية وتبدأ رحلة المعاناة ، فتوصد أمام حبه أبواب الغرام ويموت بداخله طائر الجذل وتذبل الزهور بين أنامله .
من زمن الماضي الذي عاشه إلى زمن الحاضر الذي يعيشه آيات معبرة عن الحب المكذوب والضحية المغلوب ، اراد ان يزرع الورد فأسقاه حبيبه حمض الأسيتيك الذي أفقده حياته ، حاول ان يضع الجمان على جيد عشيقته فما إن انقلبت الامور حتى وضعتهُ زينة لنعلها أمام عينه ، عندها اكتوى بالألم وانساب الدمع بمقلتيه يرافقه صمتٌ محزن ويحدثه وهمٌ مظلم وتستقبلهُ خدودٌ حمراء أتقدت بلوعة العذاب ، وأصبح ما حوله دخان تسبب في خنقهِ ورحيله إلى عالم الأموات… ..
قراءة الكتب تولد المثقف المتواضع ، والمغرور المرآئي ، كالكربون يكون الألماس وكذلك الجرانيت .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب