الغنى والفقر
كلمات / عبدالله الديفي
ـــــــــــ
(أرى الناس في ودٍّ لمن كان ذا غِنى )
ومن كان ذا جـــاهٍ وإن كان خابـِنا
ومن كان ذا فــقـرٍ فـقد دام همـُّهُ
وإن كان ذا نُـبـْلٍ وعـقــــلٍ وذاهـنـا
أرى من لـه مـالٌ ومن حــاز منصباً
ترفُّ له الأيدي وإن كان خائــنــا
ومن كان ذا عسرٍ وفي العيش معدمٌ
تــُزَمُّ له الأيــدي وإن كـان هــيِّـنا
فصيحٌ ربيبُ المال ِ، في الناس فارسٌ
وأوسـعـهـم رؤيا ويشــتــطُّ ساخـنـا
وإنّ كبـيـر الــقـوم ماكان رافــِهــاً
وليس بعين القوم من كان ماهـِنا
و(أحمر عينٍ) من لهُ الناسُ تنثني
ًحياءً وإجلالاً وقد صابه الغـِنى
تعانـقه الأنـظـار من كـان فاجــراً
وتنأى عن الموهون كشْفاً وباطِنا
حليمٌ غنيُّ المال ، في الناس يدّعي
دماثة أخــــــلاقٍ ولو كان عاتِـنـا
تُزَفُُّّ له البشرى ( نفاقاً)(تملُّقاً )
ترِقُّ له الحـورا وتشـتاقـهُ الـمُنى
وأما الفقير العفُّ يمسي ويغتدي
على بُرْدة الشكـوى وإن كان زائناً
ومن كان ذا مال فـقد نال سمعـةً
ومن كان ذا فقرٍ كأن لم يكن هُنا
لهذا يصير الفقر في الدار غربةً
ولازالت الأموال في البُعد موطِنا
أخي فالغنى فقرٌ إلى النفس دونه
غنى النفس ، ما أعنيه حقا هو الغنى
فثروتنا في النفس ياصاح فاتعض
وإن لم تكن في النفس ليست بملكنا
ــــــــــــــــ
خابن : خبيث ، لئيم
ذاهِن: مصدر مذاهنة .. يذاهن الناس ويفاطنهم
رجلٌ هيِّنٌ : وقور ، متسامح
ماهن خادم ، عبد
عاتن : شديد ، قاس
ــــــــــــــ
تعــز
20 أغسطس / آب 2019 م
🎼🌸 منتدى ترانيم أبجدية الأدبي 🌸🎼
💫بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين على أمور الدنيا والدين💫
السبت٢٠/١٢/٢٠١٩
💫التحليل النقدي البلاغي للنص💫
💫أسم النص💫
الغنى والفقر
💫نوع النص💫
عامودي
💫أسم الكاتب💫
عبدالله الديفي
💫أفكار النص والصور البلاغية المرافقة له💫
💫الفكرة الأولى💫
للوهلة الأولى ومن عنوان النص يتضح ُ لنا أنَّ الشاعر يتحدثُ عن الغنى والفقر وتبعاتهما من تملقِ الناس للغني ونبذهم للفقير
وكأنَّ الغنى تميزٌ وحُلُق والفقر كأنه ذنبٌ
يالجهالة البشر حين يتملقون الغني وكأنه سيهبهم من ماله...
فيتملقونه رغم علمهم بخبثه ولؤمه .
أُحِبُّ أن أُنَوِهُ قبل التعمق في تحليل النص أنَّ ليسوا كل الأغنياء أوذوي المناصب سيؤون ولا كل البسطاء طيبون
فالناسُ جميعاً صنفٌ من هذا وصنفٌ من ذاك
فلا يصح أن نعمم لافي هذا ولا في ذاك
يقول شاعرنا:
بينما الفقير المسكين الوقور والمتعلم الذي جار الزمن عليه لا يلتفتون له ولا يحترمونه وكأنه عدوى يخشون أن تصيبهم.
💫الفكرة الثانية💫
فمن يملك المال والمنصب ترى الناس يصفقون له تملقاً حتى وإن علمواأنه خائن لوطنه ولمبادءه
بينما الفقير المعسر الذي يكد ويتعب حتى يتحصل على قوت يومه فهو في نظرهم ممقوت ولا يستحق حتى مجرد الكلمة الطيبة
فمن يملك المال يعتبرونه فارساً مغوارا ويتصف في نظرهم بالرؤيا الصائبة للأمور.
💫الفكرةالثالثة💫
والكبير في نظر هؤلاء الناس من ذوي النظرة القاصرة للأمور ، الكبير في المقام في رؤيتهم القاصرة هو ذاك الغني الذي يملك المال الوفير
فهو مرفهٌ رغيد العيش ،وتلك ميزته التي تقرب الناس منه ليس إلاَّ
أما الإنسان البسيط فهو في نظرهم مجرد خادم أجير ، فلا يتعاملون معه إلاَّ كخادم
(رافها،ماهناً)هما ضدان أتى بهما الشاعر لتوضيح المعنى المراد
💫الفكرة الرابعة💫
وفي (قوله أحمرُ عينٍ) تعبير مجازي كناية عن أنه رجل شديد قاسٍ
ورغم هذا فهم ينحنون حياءً وإجلالا له ذلك لأنه يملك المال الوفير فهويشفع له في نظرهم
فيلتفون حوله تملقا ونفاقا
حتى النساء منهن ذات الحورالتي ترقُ له وكذلك تشتاقهُ المُنى
لكن الفقير العفيف تجده صباح مساء على حاله يشكوا سوء حاله رغم أنه مزينٌ بالعفة والأخلاق الفاضلة
(تملقاً،نفاقاً)
نجد أنهما تحملان نفس المعنى وقدأتى بهما الشاعر لتأكيد ما يقول
وفي قوله (يمسي ويغتدي)
كناية عن أنه ليل نهار دائم الشكوى
💫الفكرة الخامسة والأخيرة💫
فمن يملك المال ينال السمعة الطيبة بين الناس
أما الفقير المعدم كأن لم يكن أصلاً
لهذا يصبح الفقر في الوطن غُربةً موحشة رغم أن الفقير يحيا في وطنه وبين أهله وذويه
فقد شبه الشاعر الفقر بالغربة(تشبيه بليغ)الغرض منه تصوير حالة الفقير البائسة التي يحياهافي وطنه
وأخيراً نجده يخاطب المجتمع بشخصيةٍ واحدة بقوله أخي لكنه يقصد بها المجتمع بشكل عام
نجده يوضح معنى الغنى بقوله أنَّ الغنى غنى النفس
فالثروة نجدها في النفس كما يقول وكما يقول المثل الشائع لدينا: الغنى غنى النفس
وأخيراً نشكر الشاعر المحترم على هذا النص البديع ولكونه وضح لنا ظاهرة منتشر ة في مجتمعنا هذا.
فله جزيل الشكر والامتنان
🖋اسمهان السقاف💟
شمس الأصيل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب