رضيتَ الهوى
تتيهُ على عمري بنجوى خوافيها
دواهي غرامٍ جامحٍ مَنْ يشافيها
أهيمُ على وجهِ الصبابةِ في أسًى
وكنتُ أمنّي القلبَ منها تصافيها
لكَ اللهُ يا قلبيْ فطفْ بحبيبةٍ
وقفتَ لها من خمرةِ الحبِّ صافيها
أغارُ عليْها من حُلِيٍّ بجيدِها
ومنْ عيْنِ مرآةٍ تنافسُنا فيها
تتابعُها جذلى تتوقُ لحسنِها
وقد حملقَتْ نشوانةً في حوافيها
وراحتْ تواليها فأحسبُ عيْنَها
أرادتْ بها رصدَ السباعِ عوافيها
فيغلي بجوفيْ الحبُّ ظنًّا وغَيْرةً
وعزّةَ ملهوفٍ أبتْ أن أجافيها
وكيف أيا قلبيْ تجافي صبابةً
وأنتَ وئيدٌ في قرارِ منافيها
وكيف ألا قلْ ليْ أما أنتَهُ الذي
إلى الآن لم يحصدْ من الزّرعِ كافيها
وكم ليلةٍ مرّتْ عليْكَ ثقيلةً
تراعي دراريها عسى أن توافيها
تسهّدُ أجفانًا تسامرُ هدبَها
وتجفو الكرى قهرًا لكيْما تكافيها
رضيتَ الهوى طوعًا وكرهًا فداءَها
وتلك نذورُ الدمعِ قد بانَ خافيها
مهَرتَ اكتتابًا في صكوكٍ غليظةٍ
على الحرِّ أن يرضى بحالٍ ينافيها
فلن أقطعَ الأيمانَ حسبيْ صبابتي
ولستُ الذي يرضى لها أن يحافيها
ولستُ الذي يهوى التمرّغَ في الغوى
ولكنْ ترومُ الروحُ راحًا تُعافيها
فأصبو إلى الثّغرِ اشْتياقًا وحُرقةً
تُلوِّعُني خمرٌ تشعُّ على فيها
إذا فازتِ الصحراءُ منها بقطرةٍ
كفَتْها لتغشاها وتحييْ فيافيها
فأمضي إليها عاجلًا متعجّلًا
عسى أجتنيْ روحَ الطلى من مصافيها
وعيْنٌ على الشطآنِ غرقى ببحرِها
وَحرفٌ كَوتْهُ النارُ يهوى قوافيها
فيشكو المدادُ الصبُّ للوجدِ حالَهُ
وإذ يصطلي النيرانَ أخْفَتْ مطافيها
فصاحَ بوعدِ الحبِّ توْقًا لوصلِها
أليس دوائيْ في رحيبِ مشافيها
باسم أحمد قبيطر - إسبانيا 🌴
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب