لا أرى بشرا
بعضٌ من الناس في درب الحروب جرى
يمضي ولا هزَّهُ ما حلَّ في الفقرا
يمضي بلا رادعٍ يا رب أو خجلٍ
وكم فقيرٍ بدربٍ موحشٍ عثرا!
على رفاة المساكين الذين قضوا
نحوبَهم يعتلي قصْدَ الثراء، أرى!
لم يرعَ في الناس لا إلَّاً ولا ذمماً
وصوب غاياته نهرَ الدِّما عَبرا
طغى وأفسد بين العالمين؛ غدا
نذلاً على شعبه جيش العدا نصرا
ومن سقاهم كؤوس الموت من يدهِ
فقد تعدَّى حدود الله بل كفرا
***
فقراً أرى مُدقعاً كم نال من بشرٍ
لكنني لا أرى في موطني بشرا؟!
من القمامات أضحى قوتُهم، عجباً
ما عاد للخير قطعاً في الورى أثرا!
توحش الناس لا رفقاً ولا كرَماً
ما عاد فيهم وضاع الخير واندثرا
نلهو ونمضي بلا حسٍّ تجاههمُ
وفي صدورٍ فكم قلبٍ غدا حجرا!
تيسير الأثوري
01-12-2019
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب