غداً قبل إنتهاء هذا العام،
وقبل بدء العام القادم،
لن أُشعل الشموع والنيران في أطراف المدينة هامبورغ، ولن أطلق القنابل النارية في هوائها الطلق،
لن ألهو كثيرا ،ولن أشرب ولن أسقط في ملاهي برلين،
لن أتشاجر مع أحد المجانين في شوارع لاس فيغاس ولن ألتقط لي صور تذكارية في أزقة باريس،
لن أجلب الورد البنفسجي ولا الباقات المتخمة بالأوركيدا من انسي فرنسا،
ولن أحمل حقيبة زرقاء فوق ظهري ولن أتجول في منتزهات سياني لوغانو،
لن أنفخ أنفاس البالونات الملونة في شفاه الصغار على المحيط بومباي،
لن أتبادل القُبل مع حبيبتي البعيدة على شرفة الحدائق المعلقة،ولن نتوزع الحلوى فيما بيننا،
لن أكتب فيها القصائد الغزلية عند الساعة البيولوجية ،ولن أُنير شجرة الميلاد بأناملها القارعة،
قبل ساعات قليلة من الميلاد سأهرب مني إلى مكان وحيد ، ووحدي من أعرف الصعود إليه،
لن أزور المتاحف المزخرفة أو كنائس البابا لوس أنجلوس أو الأسواق التجارية في أمستردام،لن ألوي في الشوارع النظيفة،ولن أرتدي الأبيض، لن أقتني ساعة يدي، ولن أصلي في حضرة الإله العظيم،
لكني سأحتفي بطريقتي الخاصة …سلام عليك أيها المسيح،
سأذهب في الصباح الباكر إلى الجامعة لأختبر مادة الصراع العربي الإسرائيلي ، وأخبر المسيح عن أبناءه الذين يعذبون العرب،أبناءه الأوغاد الذين لم يخلوا لليمن حاله ،الذين قسموه إلى قطع صغيرة وحالكة،
سأخبره أن الإختبار ما هو إلا عبارة عن (أتمتة) ونماذج إختيارات مختلفة تماماً عما يدور في أرض الواقع من صراع دائم في المنطقة والأحداث الكبرى والكوارث والمؤتمرات القاسية،
قبل الإختبار بخمس دقائق سأجمع الطلاب الذين لم يحضروا ولو حتى محاضرة واحدة مثلي،سأحييهم وأرفع المعنويات لديهم،
وبنآءً على هذه العبارة العامية
سأعد(حجرة بجرة ،قولي لأمي تعد العشرة) في كل سؤال صعب واحد ،إثنين،ثلاثة،أربعة ...عشرة..فحيث تكون الإجابة الخاطئة من العد، يكون الحل الصحيح خاصة في السؤال المكركب الذي يعجز به أحد منا،
سأبكي أمام بوابة جامعة صنعاء بكل ما أملك من قوة
سأطلب من الطالبات المتواجدات هناك أن نتعانق،
أن تحتضنني إحداهنَّ لقليل من الوقت،أبكي على صدرها كل ما تحت جلدي من حزن وأهرب،
سأجلب حزمة قات دافئة قبل الظهيرة بنصف ساعة،
كيس بلاستيكي ملفوف على طابقين للإحاطة،
وعلبة زنجبيل بريطانية الصنع على الحساب، ومتكئ حار،
وسماعة بلوتوث إضافية،
ونافذة تطل على حديقة السبعين
شبكة واي فاي مجانية،
حالة واتس آب المحدود
وحبيبة إفتراضية أفتتح بها العام الجديد،
"سلامٌ عليك أيها المسيح،"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب