الخميس، 2 يناير 2020

مشاركة للكاتب : عبدالله محمد الصنوي

إثنان وعشرون عاماً من التعب يستحي أو يستحيل رَسمُها على هيئة أرقام بسيطة ،
إثنا وعشرون من السنوات القاسية ما الذي يُمكن أن يفعل بها شابٌ يمني كادح،في بلادٍ متهالكة،في ظل ظروف إستثنائية تمرُ بها المدائن،في البقعة الجغرافية الصعبة،؟؟؟
هل يبحث عن طريقة إنتحار لائقة للإجابة عن هذا السؤال مثلاً!!
أم يُلقي بنفسه قبل بلوغه الثالثة والعشرون من على أحد الجسور العالية إلى الأسفل أم إلى تحت عجلة سيارة او شاحنة كبيرة تلصقُ جثته الثقيلة بالإسفلت قبل بدء العام الجديد،
هل يهشم رأسه على أقرب صخرة أو حائط صلب أم يسلخ جلده من جسده بشقفة زجاجة حادة ويصنع منه طبلة تنفعه للغناء في الأوقات الحرجة !
هل يلتحق بجبهات القتال ک أحد المجندين ويعتنق البندقية بإنتظار غارة تفتك به أو رصاصة طائشة تهشم رأسه أم يذهبُ إلى الحدود بصدد أن لا مستقبل له سوى تلك الثغرات !
هل يخاطرُ بروحه في سبيل اللاشئ،أم يلُمُها في قرطاس صغير ويرميه في قفا الباب !
هل يقطع رأسه في أحد الليالي الكئيبة ويضعه بداخل كيس بلاستيكي ضخم ويرمي به إلى الخارج من النوافذ الزجاجية ليخرج في الصباح بلا رأس أم يهربُ من الشباكِ بالكامل،
هل يفتتح مشروعاً بإسمه يردُ له رأسه المقطوع في اليوم التالي بقرضٍ من البنك أم دكان وبسطة خضار ببيع ذهب أمه ثم يقضي ما تبقى من عمره في سدادِ الديون التي عليه،
هل يلتحق بالجامعات والمعاهد متفادياً في تعلُم الإنجلش أم يبحث له عن وظيفة شاغرة في الشوارع العامة والقبيحة أم يبحث عن راتب هارب بين الأزقة ،راتب او (مشقاية)قد لا يكفل له نصف حقه المرموق من الحياة،
هل يقيم علاقة جديدة في الحب ،من الباقات الشهرية المتخمة ورسائل الواتساب،
هل يهربُ؟؟هل يسافر؟؟إلى أين ؟؟أيها اليمني الكادح لقد أوصدت أبواب العالم في وجهك ، ودعوات أمك لم تجدي نفعا..كل المطارات مغلقة  ،والطيران متوقف حالياً عن الرحلات في المناطق المحاصرة ،وتكاليف التذاكر غالية،
هل يعبر البحر ک لاجئ أخير فيكون وجبة سهلة للموت الخاطف او لسمك القرش الجائع!
هل يصرخ إن. لم يُخزنِ "القات" إن أتاه الرازم(حلم الفاجعة) إن قطعت أشلاءه أفراد عصابة الطريق إرباً..إرباً..أو حاصرته الذئاب العاوية في صحاري قاحلة،
هل يستسلم ويعود
هل يقرفص كعادته في زاويته المفضلة ويظل يكتب في قصاصة الأوراق كما هو عليه عن جميلات المدينة ويتغزلُ بهنَّ بينما هنَّ لا يُلقين له أي بال، أم يرسم بحر الصين العظيم عليها،
هل يعتذر للسؤال أعلاه ..مدري؟؟أم يتزوج بيزما في إحدى القصائد الشعرية  أم يلتقي بحبيبته الإفتراضية في الفيسبوك ..
أيها اليمني أنت مُحاصر(ودفت من جيز من ودف و قا هي إلا هي )...سلام عليك !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب

تابعنا على فيسبوك

Labels

شريط الأخبار

ads

حكمة

في بعض الأحيان الخطوة الأولى هي الخطوة الأصعب تقدم وأخطوها فقط وليكن لديك الشجاعة الكافية لان تتبع إحساسك وحاستك السادسة.

حكمة اليوم !

التسميات

العاب

منوعات

{"widgetType": "recent posts","widgetCount": 4}

Contact us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *