مريض عالجني
في هدأة الليل وتحت ضوء القمر المكان تسيطر عليه الوحدة ويملؤه الهدوء المخيف. ليس أحد هناك سوى جسد منهك ينام على الأرض دون لحاف يقيه من برد الليالي وليس بجانبه سوى صحة ماء كلما اشتد ضمأه يشرب منه .
صوت أنين لرجل مسن تمعنت جيدا في مكان ذلك الرجل من صوت أنينه وبعد لحظات ذهبت لأنظر ماذا هناك اقتربت من الصوت حتى وصلت إلى ذلك الرجل المسن والأنين يقطع قلبه ايقظته فإذا هو يرتجف من شدة البرد ولسانه تتلعثم ولا يكاد يفهم ما بقول .
نظر إلي مبتسما رغم وجعه قائلا :الحمدلله الذي جاء بك إلي وأردف حديثه إنني كما تراني رجل مسن أثقلتني الحياة ولم يعد جسدي يتحمل عبئها لدي أولاد بالغربة يبحثون عن قوت يومهم يتواصلون. معي كل جمعة فهم لا يجدون تكاليف التواصل يوميا يحبونني كثيرا وانا أراهم كل الحياة فهم فلذات كبدي لكن الحياة قاسية يا بني فرقت الأرحام والأحبة وها أنا أتوجع هنا في هذا المكان الذي أحبهكي لا يسمعني الجيران ويخبروا أولادي بأني متعب فيصيبهم القلق والألم أيضا
يا بني إن تألم جسدي من هذه الحياة وإن ارتعدت أوصال من صقيع الليالي فإن القلب يظل قويا ولن يصيبه اليأس من رحمة الله وقدره .
وبينما أنا اسمع حديث ذلك الرجل شعرت بأن قلبي ضعيف رغم كبر جسدي الأواني ضعفت أمام الرجل المتألم ذروت عيناي الدموع وأصبحت أنا المتألم الذي أسعفني المريض بكلامه الطيب وقلبه الحنون القوي المؤمن .
مروان الشرعبي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب