أناتٌ خافقة
أناتُ صدري في الحشا خافقة
لأنها من حرقةٍ دافقة
قد شاخت الأمالُ قبل الصبى
واستوطنت في قمةٍ شاهقة
مالي أرى الأيامَ تحبو إلى
متاهةٍ صارت بها عالقة؟!
ونحنُ في طياتِها نكتوي
من المآسي غصةً حارقة
تكحلُ الأدجانُ مَن رابَها
من أنجمٍ صارت لها آبقة
تتلو عليها واجباتٍ ولا
ترى لها حقاً بها لائقة
كم عاشقٍ قد رضَهُ عشقُهُ
وكم هنا من أنفسٍ عاشقة
تنوء بالظلمِ الذي شفها
سُقماً وأوهى همةً خارقة
لا ترقصُ الأفراحُ في دارنا
من بعد ودٍ أصبحت حانقة
تُقصفُ في الأحداقِ أحلامُنا
بضربةٍ من حقدها ساحقة
تخضبُ الأدجانُ أوجاعَنا
بكلِ شؤمٍ في الورى ناعقة
يا أمةَ الضادِ متى ترتقي
هاماتُنا في قمةٍ سامقة؟
قد خابت الآمالُ فيما أرى
أرى المنايا حولنا حائقة
إلى متى يا أمتي حالُنا
نلوذُ من ضيقٍ إلى ضائقة؟
من نكبةٍ نهوي إلى نكبةٍ
تُمدُّ أولاهنَّ باللآحقة
وبأسُنا يشتدُ ما بينا
تلكَ وربي إنها الحالقة
كم مِن أخٍ يسقي أخاً كأسَهُ
موتاً فكم من أنفسٍ نافقة
بالدينِ باسم الشرعِ تغتاله
جماعةٌ من دينها مارقة
دمشقُ تحسو من كؤوسِ الردى
أحياؤها مما بها ناطقة
بغدادُ بعد العز قد شابها
حربٌ وتمزيقٌ بها طافقة
ومصرُ أم الأرضِ ما رابها
ألم تكن في عزنا سابقة ؟!!
ِوفي طرابلسَ أرى فتنةً
لكلِ بابٍ أصبحت طارقة
والقدسُ يا للقدسِ من فتيةٍ
تُزيحُ ظلماً قد برى عاتقه
قد نجست أعداؤنا طهرَهُ
وكثفت أعمالَها الفاسقة
مَن مكنَ إسرائيل مِن قدسِنا؟
لشلةٍ حاقدةٍ سارقة
مَن ذا يغذي حربنا بيننا ؟
في وحلِها آمالُنا غارقة
لن نقبلَ التهويدَ في قدسنا
مادام روحي في الحشا ناطقة
الأستاذ/ يحيى حزام الحايطي.
ِ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب