*رسالة خاصة إليكِ*
لا أعلم لمن ستكون هذه الرسالة بالضبط، هل لعبير أم رغد أم سهير أم لدلال .... أم أنها لكل النساء الشرقيات، من كل الرجال الكادحين في أوطان قد أصابتها لعنات التمزق والحروب، نعم إنها لكل النساء، حتى أنتِ يا أمي فلتقرأيها جيداً ولتعتبريها من والدي ذاك الرجل العجوز
أكتب لكِ هذه الرسالة و أنا تحت أشعة الشمس الحارقة، درجة الحرارة هنا لا تقل عن خمسة وأربعون درجة، والرمال الذهبية تحت أقدامي مشتعلة
لقد أخذتُ إذاً لإرتاح لمدة عشرة دقائق ومن ثم أعود إلى عملي الشاق، الذي لن تقدرِ عليه، حتى أنا أشعر بالتعب منه
لن ألوم أحد لما وصلتُ إليه، تخرجتُ من جامعتي قبل عامين لأعمل حمالاً في هذه الأرض الطيبة، لن أتحدث كثيراً عن أولئك فأنا لا أريد أن أُسجنْ ، لقد سمعتُ أن سجونهم قاسية نوعاً ما، فيها خدمات راقية، فالكلاب المسعورة و الكهرباء و الأسواط التي يمسكها الجلاد عريض المنكبين غليظ الكفين
ما هذا؟!
لقد إبتعدتُ عن الرسالة الأساسية، لكن أعذريني قليلاً فالجميع يبتعد عن أهدافه مُكرهاً حتى أنتِ سمعتُ أنكِ إبتعدتِ عن المنطق وأصبحت تريدين المساواة ، لا أريد التحدث عن المساواة فهو موضوع قد ذهبت نكهته الإخبارية، فهو أصبح موضوع قديم جداً ،ولقد تعلمت في كلية الإعلام أن الأخبار والأحداث تضيع نكهتها كل ما يمضي عليها يوم واحد.
لكن هذا الموضوع بالذات لا يرغبون بجعله قديماً لا أعلم ما الغرض، ولن ابحث فيه، كما قلت لكِ سابقاً لا أُريد أن أُسجن
يا الله ماذا يحدث لي الوقت يداهمني ولم أدخل في صلب الموصوع، ستنتهي الدقائق العشر ولم أخبركِ بما أريد، وسأعود للعمل لكي أذهب بكسرة خبز لأمي و أبي، وبوردة حمراء لكِ
أعلم أنها لا تكفي ولكن فلتعذريني، حينما أاتي إليكِ حاملاً وردة دون شيئ آخر، فكما تعلمي أن دكانتي التي كنتُ ابيع فيها العطور قد دمرتها المعارك بين أخوتي و أخوتي ، نعم إنهم إخوتي جميعهم ولكنهم أغبياء كغباء النساء، إن من لا يريدون لموضوع المساواة ان يكون قديما هم نفسهم من يلعبون بإخوتي و هم من أشعلوا الفتنة بينهم.
ماهذا لقد عدتُ مجدداً ، لا تطلبِ مني شرح أكثر إلا إن كنتِ لا تريدين رؤيتي على العشاء اليوم
بالمناسبة هل أعدتِ العشاء اليوم، إبتسمي فاليوم عيد سأقبض ما تبقى من أجري وسأحضر معي قليلٌ من العدس، لكن أرجوكِ لا تصرخِ كالعادة، أرجوكِ حينما ترينني إبتسمي، ولتسرقي الامي و تعبي و لتبعثريهما بكلمات جميلة منكِ .
هل تعلمين أنه حينما أضع رأسي على أقدامكِ وبكل حنان تتوغل أصابعك على رأسي وتخبرينني كم تحبينني أني أشعر بالسعادة
أشعر أن كل آلامي تنتهي و تأتيني طاقة جديدة للعمل في اليوم التالي.
لما تغيرتِ ؟!
هل الحرب من غيرتكِ ؟!
أم أن منزلنا الذي تدمر ، وتدمرت معه ذكرياتنا و ضحكاتنا من غيركِ ؟!
أم أنها تلك الخيمة التي تسكنين فيها، أم لفظ لا جئة في دولة كنا نقول في وسائل إعلامنا أنها الدولة الشقيقة، تلك الدولة التي قدمت لنا، أسوء رقعة أرض وخيمة لتستر عوراتنا؟!
لا يهم، أرجوكِ يا حبيبتي لا تكونِ مع الحرب ضدي، كوني معي دوماً يا حبيبتي
ياللهول إنتهى الوقت ولم أخبرك ماذا أريد.. حسناً لا أملك الوقت الطويل لذا سأكتفي بكلمة واحدة
أُحــبُــكِ
..
وداعاً
..
..
✍🏻 شهاب قاسم المليكي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب