على ضفاف الروح
إحساس مرهف ،وجمال روح نقية.. كلما أقبل من عمله ،ودخل منزله يقف مبتسما ،ويلقي عليها التحية ،ويصافحها ،ويكرر فعله عند خروجه أيضا .
حياة فريدة ،وابتسامات متلونة، رضية، شموع تزين زوايا غرفتهما الخاصة ،نظارة المكان، وأناقة ساحرة برونقها المميز، الجذاب له .
يتبادلا الأحاديث اليومية، ويتناقشا في أمور حياتهما الخاصة، بل أنهما يرسمان مستقبل الحياة الجديدة لطفلهما الذي لم يتبقى على ولادته سوى أشهر قليلة ..
حب ،مودة،سعادة،تفاهم،تعاون
،ألفة، كل صفات الروح الجميلة تمثلا بهما ..لا يهمهما حياة الترف والغناء ،ولا يبحثان عن متاع الدنيا الفانية فرجاحة عقلهما، ووعي إدراكهما جعلهما يفهمان حقيقة الحياة ،وجلب لهما ضفاف روح وقارية.
وفي ذات مساء وبينما هي في أوج استعداد لعودته ،واشتياقها له.. بدأ الشفق بالظهور، وتسارع الوقت وهي تترقب متى سيدق عليها الباب لتفتح له .
بدأ القلق يراودها ، أخذت جوالها واتصلت عليه
يرن هاتفه لا مجيب ولا ردا حاولت مرارا وتكرارا، تسارعت نبضات قلبها ،اشتد القلق عليه إنه زوجها ،وحبيبها ،وفارس أحلامها ... وبينما هي مضطربة ،شاحبة الوجه تكاد تصرخ ..إذا بصوته من خلف الباب يتغنى بصوته المنخفض تلك الأغنية المفضلة التي أهدتها له يوم زفافهما تنهدت تنهيدة حارة وشعرت أن قلبها كاد أن يتوقف من شدة الفرحة نظر إليها مبتسما وقال: لأول مرة أراك بجمالك الفاتن وكأن السماء تمطر على بستانك لأقتطف تلك الثمار اليانعة ثم مسح الدمع من وجنتيها وابتسمت.
مروان يحيى الشرعبي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب