الاثنين، 10 فبراير 2020

مشاركة للكاتبة: أشواق المغربي

بقلم
اشواق المغربي

حين اختليت بنفسي لأحصي بعثراتِ وتفاهة الأشياء التي تحدث ولم أكن أريدها أن تحدث
لأحاول أن أجول في ما يكن وسط هذا الضجيج الحالك وأتفهم شيء مما يدار على مقربة من تمثال كائن يطلق عليه إنسان
راودني فكري أن أكتب رغم أني لا أمتلك أدنى فكرة عما سأكتب
الكتابة جرم في حق البائسين المكابرين في وجه الحياة لأنها تفضحهم
تفصح عن ملامح خذلان الحياة في أعينهم
مرة أعترف بأن الحرف متنفس ومرة أنكره لعمله مع مخابرات الذات
إن الحروف تبدي مانحاول إخفاءه
على الرغم من أن معظم قارؤها لا يعيروا اي اهتمام عن إحساس من كتب
ولكن أصحاب الكلمات أشخاص عفيفون جداً حتى أن عفتهم توصلهم الى أن يمتنعوا عن الكتابات آلاف المرات والمواقف والأحاسيس وغيرها مما يستدعي الكتابة
إننا ويكأننا مأجورون عند الكلمات
فهي تكتبنا هي لا نحنُ من نكتبها
فحتى تلك الثكنات الصغيرة التي نحاول مراراً صياغتها بإسلوب يزيح عن كتماننا الشيء القليل أو كـنجدات نستنجد فيها أحد بأن يفهم مانحوي بداخلنا من الذي لانستطيع شرحه ومعرفة بيانه من تصرفاتنا وهدؤنا
هذه الثكنات بالغالب هي نحن ولهذا لانستيطع صياغتها فكلما نحاول إمساكها تفلت من قبضة القلم
وتهرب بعيداً لأنها اعتادت على الإنطوائية ،
الكلمات التي توارد بوحي الآن على الخروج أسمع صدى ضحكاتها الساخرة في داخلي وكأنها تعلن التحدي
لقد اعتدت علي سخريتها في كل مرة أكتب
سواء بعد انتهائي من كتابتها أو وقت ولادتها
في الأمس حين كنت أسامر وحدتي في منتصف الليل
اذعنني حسيسها وهي تزحف نحو فكري وتخيرني بإستهزاء
عن ما إذا كنتُ قد حددتُ عن أي شيء سأكتب
وهل إذا كنت سأكتب عن الوحدة التي تعتريني الآن أم عن ذاك الحلم الذي ولاًى غاضباً من واقعي
ام عـن أصوات نباح الكلاب الذي يملأ هدوء الليل صخباً والذي يبدو وكأنه ينذر بشيء غير محمود
أم بنحيب الأمهات الذي لم يتوقف طوال الوقت
أم بالخوف الذي يخيم على المنازل
من أن تنهار قامتها بأي لحظة مفاجئة يسقط فيها صاروخ
أم للبرد الذي يعتصر أجساد أولئك الذين ينامون في مثل هذه الساعة على الرصيف بلا غطاء
وأين هو غطاءهم وبيوتهم التي لا يبدوا
وانهم قد كانوا يمتلكونها يوما
أم عن عيون الأطفال التي تشبه الحياة  ويغزوها الموت في كل لحظة
أم أكتب عـن ذاك الذي مرت عليه ثلاث سنوات منذ خرج ألى السوق ليشتريت لأبناءه وجبة عشاء
هل ستصله كلماتِ إن أنا كتبتها واخبرته أن ابناءه جياع ينتظرون وجبة العشاء ....
أم أنني هذه المرة سأكتب لنفسي ولأحلامي التي لم يبقَ منها شيء
والتي لم أتوقف يوما عن نعيها بمفرداتي لتعود ولم تعد
أم أرثِ حظي الذي أوجدني في أرض يقال عنها وطني غير أني خارج دائرته
هل كان هذا الوطن يأخذ قيلولة حين ولادتي ولم يدرك بأني جزء منه أم انه لا يلتفت للمسالمين أمثالي
كانت الكلمات تخيرني وتضحك
لا ألومها هي تعلم أنني مهما اجتهدت في صياغتها لا تجدِ نفعا
لطالما ثرثرت ولم يصغِ لها أحد
لطاالما صرخت ولم يسمعها أحد
لطالما سكنت ولا ينتبه لها أحد

أشواق المغربي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب

تابعنا على فيسبوك

Labels

شريط الأخبار

ads

حكمة

في بعض الأحيان الخطوة الأولى هي الخطوة الأصعب تقدم وأخطوها فقط وليكن لديك الشجاعة الكافية لان تتبع إحساسك وحاستك السادسة.

حكمة اليوم !

التسميات

العاب

منوعات

{"widgetType": "recent posts","widgetCount": 4}

Contact us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *