الاثنين، 17 فبراير 2020

أطلي بقلم الشاعر باسم احمد قبيطر

أطِلّي


أُلَوِّحُ للحبِّ خوفَ الْمَضَلّةْ

وعينيْ تراقبُ في الأفْقِ ظِلَّهْ


يَلُوحُ لها من وراءِ حجابٍ

كطيفٍ تخفّى، أينشُدُ عزلةْ؟!


فحارتْ إزاءَ التواري المريبِ

وحارتْ بِهِ كيف ترصدُ شكلَهْ


فتكتبُ بالدمعِ فَوْقَ الغيومِ

وفوقَ جباهِ الدراري المُطِلّةْ


سطورًا تُوَفّي نذورَ الغرامِ

علَى اسمِ الجليلِ الذي قد أحلَّهْ


تخطُّ الحروفَ بحبرِ الدموعِ

وحبرُ الدموعِ همى ما أجلَّهْ..!!


أهَلَّ بشوقٍ سخيِّ العطاءِ

كمنْ ليس يخشى مع الجودِ قِلَّةْ


فأروى نداهُ رمالَ الفيافي

ولم ينسَ قفرًا ولم ينسَ رملةْ


ونادى بصمتٍ أراعَ الجبالَ 

أناخَ القلالَ وَلم تنجُ قُلَّةْ


أياٰ مَنْ يُلَبّي لديكِ مِدادي

بحبٍّ سبى العشقَ جهرًا وأهلَهْ 


أطِلّي على غربتي من بعيدٍ

تَغشّيْ ظلامَ البعادِ وثِقْلَهْ


فمهمَا اسْتطالتْ ليالي الفراقِ

فمنكِ وربّي تضيءُ بِطلَّةْ


زرعتُ هواكِ بكلِّ الحقولِ

وأهديتُ حبَّكِ غرسِيَ كلَّهْ


نذرتُ النذورَ كمثلِ البذورِ

وإني أبينُ من الوجدِ نفلَهْ


عسايَ أفوزُ أوانَ الحصادِ

بحبٍّ يمنُّ عليّ بقُبلَةْ


وقلبي نما صوبَ عشقٍ تناءى

وضجّ يرومُ هواهُ وخِلَّهُ


مشى في خشوعٍ إليكِ وصلّى

ولمْ يرضَ غيرَ اتِّجاهِكِ قِبْلَةْ


تبتّلَ في داجياتِ الأماني

على شمعةٍ في الفؤادِ الموَلَّهْ


وإذْ بالفؤادِ يطيلُ السجودَ

وأركانُ حاليَ تسجدُ مثلَهْ


عرفتُ بقلبي وحسّي وروحي

بأنّ الغرامَ لديَّ جِبِلَّةْ


فما ليْ شفاءٌ سوى مَن أحبُّ

وما ليْ سوى مَن أحبُّ تعِلّةْ


أليْسَ الغرامُ طبيبَ القلوبِ

ونُشفى إذا ما أصَبْنا أقلَّهْ؟!!


سألتُ وأرسلتُ نبضيْ رسولًا

عساهُ ينالُ من العشقِ سؤلَهْ


وألقى السؤالَ على وقعِ حبٍّ

حبا برجاءٍ ينوءُ بمهلَةْ


تشقُّ العليلَ بسيفِ تناءٍ

بليغِ الجراحِ إذا الجفوُ سلَّهْ


أعيدوهُ فضلًا إلى الغمدِ كيْما

يتوبَ عذولٌ نوى أن يفلَّهْ


فإنّ العذولَ وقالي الغرامِ

يظنّانِ أمرَ الودادِ مَذلّةْ


جهوليْنِ كانا ولمّا يزالا

كوجهيْ شقاءٍ على نتْنِ عملةْ


فهلّا يتوبانِ من سوءِ ظنٍّ

يرى في الصبابةِ عيبًا وذِلّةْ


وهلّا يؤوبانِ بَعْدَ جحودٍ

لدينٍ قضى في المودةِ نِحلةْ


فيا مَنْ نَعِمْتَ بطيبِ الودادِ

ورُمْتَ الودادَ تقصّيْتَ حِلَّهْ


وحُزْتَ نقاءً كساكَ رداءً

وبردةَ وجدٍ كأطهرِ حُلَّةْ


تعالَ لتحسُوَ خمرةَ حبٍّ

تردُّ من التيهِ للصبِّ عقْلَهْ


فأمعِنْ بحبِّكَ فَوْقَ المتاحِ

وحطِّمْ جهالةَ قالٍ وخَطْلَهْ


وعُذْ بالإلهِ فتُكفى رجيمًا

يوسوسُ بالشكِّ في أيِّ وَهلَةْ


أعَدَّ الشّراكَ وألقى الشباكَ

وفلَّ الحديدَ وسنَّنَ نصلَهْ


فلا تخشَ بلْ وَتوغّلْ عميقًا

وأجلِبْ عليهِ الغرامَ وخيْلَهْ


وعلِّمْهُ بالودِّ كيفَ الودادُ

غدا في الفضائلِ أكرمَ خصْلَةْ


وقُلْ لِلّذي ينطوي في العفافِ

يخافُ الغرامَ العفيفَ فقُلْ لَهْ 


بأنّ التعشُّقَ روحُ العفافِ

ومَنْ لم يعِفَّ الغرامَ أذَلَّهْ


إِلى أن يبوءَ بِشَرِّ الخلالِ

وهتكُ النّقاوةِ أقذرُ خُلّةْ


أَعَنْهُ انْتَأيْتَ بخوفٍ نأيْتَ

فعُدْ يا مزيجَ نبيهٍ وأبلَهْ


فما صحّ في الحبِّ إهمالُ سالٍ

وما جاز فيهِ سُلُوٌّ وعطْلَةْ


أراكَ تعِستَ ظمئتَ صدِئتَ

وطبُّكَ من نبعةِ القربِ نهلَةْ 


فخُضْ لُجَّةَ الحبِّ في أمنِ جِدٍّ

يقيكَ جنونَ الضياعِ وجهلَهْ


وإلّا مضيتَ مع العابثينَ

إلى لوْثَةٍ لا محالةَ نذلَةْ


وتغرقُ في غمرةِ الموبقاتِ

وتبلغُ مِن قعرِ غيِّك سُفلَهْ


وتجرعُ كأسَكَ حتى الثّمالَـ

ـةِ حتّى تذوقَ منَ الخبْثِ ثُفلَهْ


وثمَّةَ تثوي وما من مغيثٍ

أما كنتَ للمكرِ يا خِبُّ عِدلَهْ؟!!


حبابُكَ أن تستبيحَ العهودَ

فإِنْ تنكثِ العهدَ يحرمْكَ وصلَهْ


فجِدُّكَ رأسُ سنامِ الودادِ

وإنْ خُنْت جِدَّكَ يمنحْكَ هزلَهْ


فوعيًا وبِرًّا وصدقًا صدوقًا

لكيْما غرامُكَ يؤتيكَ أُكْلَهْ


حذارِ حذارِ لقلبٍ محبٍّ

أضاعَ الودادَ الشريفَ وملَّهْ


فعهدُ الصبابةِ عهدٌ وثيقٌ

أترضى ضياعَ العهودِ بغفلةْ


فلولا نَبِرُّ بعهدِ الغرامِ

لكان طبيبُ الوفاءِ أبَلَّهْ


وكانَ يبابُ الفراقِ الجديبِ

رواهُ الوصالُ النّدِيُّ بِبَلّةْ


يطيبُ الفداءُ لأجلِ الحبيبِ

ولو كان حظُّكَ سهمًا فقِتلَةْ


فواجِهْ بعشقِكَ ريْبَ المَنونِ

فثمّة منْ هَمَّ يقذفُ وحلَهْ


عليْهِ بمقتٍ يُغَلِّفُ موْتًا

ولن يتردّدَ مَا اسطاعَ قتْلَهْ


فلا تخشَ في الحبِّ لومَ اللئيمِ

ولوْ أعقبَ اللّومَ قطعًا ومُثلَةْ


فشريانُ حبِّكَ نهرُ الجزالَـ

ـةِ، تُسْقَ الكرامةَ إنْ تَتولَّهْ


وتَلقَ أثامًا وبيلَ العذابِ

يضاعفْ لكَ البأسُ إنْ تَستحِلَّهْ


فويلٌ لمنْ فَرط جهلٍ تألّى

على الحبِّ زورًا، أكان تألّهْ؟!


سيمُنى انحسارًا يجرُّ انكسارًا

وفي خيبةِ الذلِّ يسحبُ ذيلَهْ


كفرعونِ زيفٍ غواه الغُرورُ

فتاهَ بعُجبٍ وكبرٍ أضلّهْ


فَتبًّا لمن طاوعَ السامرِيَّ

وأشركَ لمّا ارتضاهُ وَعِجلَهْ


وَطوبى لصبٍّ أبرَّ الغرامَ

وفي جانبِ الطورِ يخلعُ نعلَهْ


ورادَ المتالِهَ والمَهلَكاتِ

وجازَ فِدا الحبِّ أقتلَ مَتْلَهْ


وفي المَتلَفاتِ مدَى الْفَلَواتِ احْـ

ـتَواهُ الجوى للْجبينِ وَتلَّهْ


ولم يخشَ فرطَ اشتعالِ الغرامِ

مصيرَ الذّبيحِ ليُنقذَ مَيْلَهْ


وإذ بالتّليلِ يفلُّ المَواضي

فتهوي لديهِ كأحرفِ عِلّةْ


ووعدُ الغرامِ أهابَ بقلبي

ليمضيْ سراعًا إليكِ لعلّهْ


إذا ما اطمأنّ لوعدِ الوصالِ

يجوزُ رغيدًا على متنِ رِحلةْ


يشقُّ ظلامَ الدياجي بأمنٍ

ويمخُرُ غمرةَ نأيٍ مُزِلَّةْ


فخاضَ عبابَ الجوى ليس يخشى

سَهوكًا ونَوْءً عتا فاستقلَّهْ


إليكِ فأنتِ وجاءُ الهَبوبِ

وفي فيْحِ حرِّ الهجيرِ مِظلَّةْ


أقاومُ عصفَ التنائي بعزمٍ

أقودُ لأجلكِ أقدسَ حملةْ


وأُغرقُ موجَ الفراقِ العتيِّ

إذا ما أعنتِ بجَهدِ المُقِلَّةْ


فسبحانَ مَنْ آنَ خلقِ الجمالِ

أرادَ نصيبَكِ وحدَكِ جُلَّهْ


بنورِ لحاظِكِ أشرقَ صبحٌ

جلا عن جفوني الظلامَ وليْلَهْ 


فبوصلتي في المتاهةِ أَنْتِ

وكنتِ وما زلتِ في التيهِ شُعلَةْ


حنانيكِ أصغي لخفقِ ابنِ جنبي

فطُولُ بعادِكِ أوْهنَ طَوْلَهْ


وإني أرومُ هواكِ كوحيٍ

يرومُ اصطفاءً من الناسِ رُسْلَهْ


فهل لي من الحبِّ خمرةُ عشقٍ

وها قد أتيتُ لأُترعَ قُلّةْ


يسيلُ بشَعرِكِ نهرُ جمالٍ

وحسبي لِيَروى قصيدِيَ خُصلَةْ

فهبْ يا إلهي لصوصَ الغرامِ
لِسادةِ أَهْلِ الغرامِ الأجِلّةْ

وإلّا فهبْهُم لعصمةِ حبٍّ
تَكُنْ إنْ تكنْ لِلظّنينِ تحِلّةْ

فتَنبُتَ فَوْقَ دروبِ البعادِ
شجيراتُ حبٍّ على كلِّ تلّةْ

تُعبّدُ بالوجدِ دربَ الوصالِ
فيغدو شذِيًّا كأعطرِ فُلّةْ

فقد راعني أن ظننتُ لحينٍ
بأنّ عُرانا غدتْ مضمحلّةْ

كما لو تراختْ عهودُ الغرامِ
وطينُ الصبابةِ نابَتْهُ بِلَّةْ

وَعينُ الوصالِ كغيْثِ السماءِ
تُرَوّي القلوبَ الظِّماءَ بِهَلَّةْ

وعينُ الجفاءِ تصيبُ ضمورًا
وإن لم تجفَّ فبالماءِ ضحلَةْ

هَلُمّي وَلَبّي هوى مُستهامٍ
تغشّيْتِهِ منذُ أوّلِ نَزْلَةْ

خطوتِ بغصنٍ يميسُ دلالًا
وأغويتِ عقلي وقلبي بِدَلَّةْ

وإني أميلُ لحيثُ يميلُ
وأغصانُ شوقِيَ تتبعُ ميلَهْ

ونقطةُ حُبٍّ من الشفتينِ
لتكفي لُهابي الفراتَ ودِجلَةْ

فتروي غليلي وتروي هُيامي
ولا النّيلُ يكفي ولو صَبَّ سيْلَهْ

فمن ذا يجاري العقيقَ الرطيبَ
إذا ما أباحَ كما المزنُ هَطْلَهْ

دعوني أُجَنُّ فإنّ جنوني انْـ
ـعِتاقُ جَنانٍ أبى العقلُ عَقْلَهْ

فلا قيسُ مثلي ولا شعرُ قيسٍ
ويكفيهِ شِعريْ بتلويحِ جملَةْ

وليستْ بحسنِكِ ليلى ولبنى
ولا دعدُ أو هندُ أو تلكَ عبلَةْ

نقشتُ غرامَكِ حبًّا عميقًا
يفوق جلالًا نقوشَ المِسلّةْ

وكلُّ شهيقٍ وكلُّ زفيرٍ
لأجلِكِ أَنْتِ تغاوى بصهلَةْ

وذا نبضُ قلبي يئنُّ بسؤلٍ
فمن ذا يجيبُ الوجيبَ المدلَّهْ

فردَّ الجوابَ عقوقُ الجوابِ
فزاد اكتنافُ الغموضِ ودلّهْ

وورّى بسِترِ المجازِ الردودَ
فغابَ الجوابُ أبى أن يدلَّهْ

فباءَ بوهمٍ ثقيلِ الجناحِ
كواهُ بألفِ احتمالٍ وعِلّةْ

تعيشينَ فيَّ سَلِي أصغَريَّ
يجيباكِ خفقًا بِنُوتاتِ وُصْلَةْ

تُغنّي وتعزفُ ألحانَ شوقٍ
أعدَّ لمشوارِ وصلِكِ رَحلَهْ

وتحدو ركابَ حنيني إليكِ
بدمعٍ ترقرقَ في كلِّ مُقلَةْ

وتهفو إليكِ كما لو إلى
رضاءِ البتولِ هفا جذعُ نخلةْ

غُزِلْتِ بِمِغزلِ وحيٍ لطيفٍ
تصوّفتُ فيهِ، توسّلتُ غَزْلَهْ

فَجذلى وَولهى ونشوى حروفي
أهلَّتْ بِشعرِ الصّبابةِ جزْلَةْ

فعولٌ فعولٌ بفعلٍ كريمٍ
وفعلُ الكرامِ يترجمُ أصلَهْ

سليمانُ صاحَ أما آن لِلْعاـ
شِقَيْنِ التئامٌ، فقلبي تولَّهْ

وصرّحَ بالعشقِ جهرًا ولم يَرْ
ضَ توريةً في تذاكٍ وضُلَّةْ

ونادى متى يا فؤادُ يُجابُ
غرامٌ تولّى عليَّ وهلْ لَهْ

قبيلَ أذانٍ لعفريتِ جنٍّ
على عرشِها وَاستواءٍ وَدَولَةْ

إذا ما أتتْهُ تجيبُ النداءَ
بِألّا يميلَ لثأرٍ وضِلّةْ

فإني حكيمٌ وأقضي بوحيٍ
تنزّهَ عنْ ترّهاتِ المزَلّةْ

وطبعُ التغاوي نقيضُ هدايَ
أنا من ضحكتُ رضاءً لِنملَةْ

وها قد وفدتُ إليها رسولًا
بنبضٍ تولّى الغرامَ وصقْلَهْ

وفي لمحةٍ مثلِ طرفةِ عينٍ
يلمُّ الغرامَ وَيجمعُ شملَهْ

فهيّا تعاليْ ولا تتعالَيْ
على نعمةِ العشقِ جاهِ التَجِلَّةِ

لنرتعَ في خصبِ حبٍّ عفيفٍ
تنزّهَ بالطهرِ عنْ رجسِ دُولَةْ

تعاليْ لنبرأَ مِمّنْ تنادَوْا
أرادوا اجتثاثَ الغرامِ وثَلَّهْ

تداعَوْا عليهِ ومن كلِّ صوبٍ
وقد ألقمَ الشرُّ في القوسِ نَبْلَهْ

فنقطعَ دابرَ لَحيٍ مَريدٍ
ونُهلكَ حرثَ المَريدِ ونسلَهْ

ونرفعَ رايتَنا في شموخٍ
ونعلنَ دولتَنا المستقِلّةْ

سيأتيكَ منها خطابٌ مريبٌ
فأرسلْ من الجنِّ إنْ شئتَ ثُلّةْ

تُنكِّرْ لبلقيسَ عرشَ التمادي
فتُسلِمَ حبًّا وتَسلمَ مِلَّةْ

فكنْ في النزالِ نبيلَ الفعالِ
ونازلْ بصدقٍ وأقدِمْ بِصَولَةْ

وأعلِنْ فداءَ الحبيبِ الحروبَ
وأعلِ هواهُ تنَلْ نِعم غَلَّةْ

وحرِّضْ عليها فَفيها النجاةُ
وفيها عذولُكَ يقضي بجَولَةْ

وكنْ في النّضالِ كريمَ الخصالِ
فتقهرَ كيدَ الغريمِ وغِلَّهْ

وهَبْ شنآنَ الظّلومِ لعدلٍ
يُقَوِّمُ ظلمَ النفوسِ المخِلَّةْ

ولا يجرمنَّكَ ذَا الشّنآنُ
على أن تقيمَ الصّوابَ وعَدلَهْ

وإن جاء ينوي سلامًا فسالِمْ
فمنْ رام سِلمَكَ كنْ أنتَ قبلَهْ

عساهُ يفيءُ إلى الرشدِ حتّى
يتوبَ ويرويَ بالحبِّ غُلَّهْ

فكلٌّ سيأتي ليومِ الحسابِ
وكلٌّ هنالكَ يُلزَمُ فِعْلَهْ

فإنْ عقَّ وصلٌ وطالَ انتظارٌ
وصِرتَ أسيرَ الليالي الممِلّةْ

تسلّحْ بطَوْلِ الأناةِ وصابِرْ
وَآسِ السّهادَ الكليلَ وكُحْلَهْ

فصبرٌ جميلٌ وبأسٌ جليلٌ
فبالحِلمِ تُكفى المِطالَ ومَطْلَهْ

وكنْ كالفراشةِ تقضيِ احتراقًا
وتأبى النفوقَ كَأيّةِ سَخْلَةْ

وليس يضيرُ رحيقَ الزهورِ ارْ
تِشافٌ تولَّتْهُ وخزةُ نَحلَةْ

وكيفَ تخيَّلتَ قطفَ العُسولِ
أخِلْتَ الطريقَ لشهدِكَ سهلةْ

فإن كان وخزًا أتاهُ الحبيبُ
تقبَّلْهُ حتمًا سيُهديك عُسْلَهْ

وطبعُ الغرامِ عُسُولٌ وخَلٌّ
فأحسِنْ لتكسبَ ما كنتَ أهلَهْ

ستشقى ويشقى لينضجَ حُبٌّ
يطيبُ جناهُ إذا صُنْتَ حقلَهْ

ويومَ القطافِ ستأتي الطيورُ
جموعًا إلى العيدِ تُطربُ حفلَهْ

فزِدْ للشتولِ معَ الحاءِ باءً
فيغدُوَ حُبًّا جنى كلِّ شتْلةْ

وعذْ من بخيلٍ خليِّ الفؤادِ
يعافُ الحبيبَ ويحضنُ بخلَهْ

فيومُ الحسابِ أتى للسدادِ
وبخلُ البخيلِ سيُحكمُ نَجلَهْ

وقد صار منهُ على خَطوتينِ
فدع منجلَ العدلِ يكملُ شغلَهُ

لقد بدأَ العيدُ حضِّر سلالَـ
ـكَ وَاجْنِ البشائرَ في كلِّ سلَّةْ

سينهمرُ الحبُّ مدَّ الفصولِ
وكلٌّ يُفيدُ من الحبِّ فصلَهْ

وتأتي إليْهِ وفودُ الحجيجِ
ومن كلِّ فَجٍّ عميقٍ وحِلَّةْ

فهَيّاٰ لِنقضِيَ ركنَ الوصالِ الْـ
لَذِي بارك الحبُّ فيهِ وحولَهْ

فمن دان بالحبِّ عاشَ كريمًا
ومن ينكرِ الحبَّ تُرهقْهُ ذِلَّةْ

فإمّا إلى العيْشِ عيْشِ الكرامِ
وإمّا إلى عيشةٍ مُستذَلَّةْ

وإني على ثقةٍ بجليلٍ
لأجلِ الأحبّةِ يَمْددُ حبلَهْ

فطهّرتُ بيتيْ بقدسِ اشتياقي
ولم يطلبِ الحبُّ مني أدلَّةْ

وفِي قلبِ قلبيْ يطوفُ الغرامُ
ألستِ المواقيتَ قبلَ الأهِلَّةْ

هلُمِّي وطوفيْ معي فِيَّ سبعًا
فيبلغَ هديُ الغرامِ محِلَّهْ

باسم أحمد قبيطر - إسبانيا 🌴

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب

تابعنا على فيسبوك

Labels

شريط الأخبار

ads

حكمة

في بعض الأحيان الخطوة الأولى هي الخطوة الأصعب تقدم وأخطوها فقط وليكن لديك الشجاعة الكافية لان تتبع إحساسك وحاستك السادسة.

حكمة اليوم !

التسميات

العاب

منوعات

{"widgetType": "recent posts","widgetCount": 4}

Contact us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *