خذي عينيّ ايتها الحياة
وأتيني بعينين أخرتين
لا ترى أدخنة الحرب
من الأبرياء،
خذي حبي هذا
وأتيني بحب آخر
لا يحب الدم والقتل،
تاهت روحي في كل شيء
وقدراتي العظيمة انكمشت
تحت مسمى الضياع،
ألاحظني رويداً رويداً
أبتعد مدىً عن كتابة الشعر
كأن شيفرات تحدق بي
وتحذرني من معانقة الإرتقاء
فيتوارى عني كل شيء جميل،
أشعر وكأني أشبه بحيوانٍ
مفترسٍ في السهول العُشبية
تكسرت أنيابه الضخمة
إثر محاولة لعضّ النجاح
من مرقد القدر العلوي
وبات في منعزلٍ عن الحياة
البرية واصطياد الفرائس،
كم أتوق للذهاب بعيداً
كأن اتخطى السفوح الإفريقية
وأبعد كثيراً من البراري
الكندية وأحلّق فوق سماء
تنزانيا أو سماء لوس أنجلوس،
لذا خذي حيواني الآدمي ايتها الحياة
وأخبري قاطنيّ سيرينغيتي
أن الوحوش المفترسة
لا تعيش في عريم الجبال
أو في مناف الأدغال فحسب،
إنما توجد سفّاحة العتمة
داخل المُدن المكتظة بالسكان
تصطاد البشر ليلاً.
#الخطّاب الزيدي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب