لا أُمَّ لي ، لا أُفْقَ لي ، لا مَسْكَنُ
أُمّي القصيدةُ ، في القصيدةِ أسْكَنُ
لا ظِلَّ لي ، إلا المجازَ خلعتُهُ
عن كاهلِ المعنى فلاحَ المَعدِنُ
الشُّعرُ بيتُ المُتْعَبِينَ ، العاشقينَ
، الهاربينَ إليهِ ... حتى يَأْمَنوا
العابرينَ على أنينِ جراحِهمْ
والعازفين عليه كي لا يحزنوا
الشِّعرُ ماءُ الرُّوحِ غَيْمٌ ماطِرٌ
يّسقي القلوبَ محبّةً ويُؤَنْسِنُ
يا بنتَ هذا الرّيفِ لا تتمدّني
تحلو الصّبيّةُ حينَ لا تتمدّنُ
وجهُ المدينةِ بائسٌ مترّهلٌ
متنكّرٌ ، متكلّسٌ ، متعفّنُ
وأنا أحبّكِ حقلَ وردٍ ضاحكٍ
فإذا بكيتِ يسيلُ منكِ السّوْسَنُ
عذّبتْني في الحبِّ دونَ جريرةٍ
إلا لأنّي مغرمٌ بكِ .. مدمنُ
أدمنتُ حبّكِ .. غيرَ أنّي شاعرٌ
وطني بكفِّ أخي الخَفِيّةِ يُطعَنُ
إنّ اختياري الآنَ مُرٌّ طعمُهُ
لكنّهُ يا بنتُ هذا المَوْطِنُ
آمنتُ باليَمنِ السّعيدِ وربّهِ
وأنا بكلّ سواهما لا أؤْمِنُ
بديع الزمان السلطان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب