الثلاثاء، 21 أبريل 2020

رسالة الى ابنة سام بقلم امين العماري

(  رســــالـــة  إلــــــى  ابـــنـــة  ســــــام )

إنّـــي  أرى  الــمـوت  يُـلْـقـي ظــلّـهُ الآنــا
هـــا  فـلـتـعدّوا  لـقـلـبٍ  عـــاش سـلـوانـا

ولــتـمـلـؤا  الأرض  أجــســاداً  مــفـرّغـةً
مـــن  الـحـيـاة  فــإن  الـدفـن قــد حـانـا

ولـتتركوا  الأمـر ( لـلخنساء ) تـندبهم
لا يحسن الندب ( عباسٌ ) و ( مروانا )

مـن الفقيد ؟ يقول القوم : ( ذو يزنٍ )
مـن  الأسـيف ؟ يـهلّ الدمع ( قحطانا )

بــــم  الـفـنـاء  ؟  بـفـيـروسٍ ، بـقـنـبلةٍ
هــا  نـحـن  والـمـوت يـا جـيران جـيرانا

وأنـت  مـن أنـت يـا ابـن الأكـرمين ؟ أمـا
رأى  الــمـريـدون  إلا أنــــت شـيـطـانـا ؟

كــفــى  الــبـكـاء  عــلــى  إمٍّ يـضـاجـعها
غِـــــرٌّ  ،  ويـمـنـحـهـا  لــلـمـوت قــربـانـا

تـهـمي  الـسـماء عـلـينا، رغــم غـفلتنا
حـــاشــا  لـــربــك  إذ  نــنـسـاه  يـنـسـانـا

لــــو  الــذيــن  تــولــوا  أمــرنــا عــدلـوا
لــمــا  رأيــــت  فــقـيـراً  مــــات  جـيـعـانا

صـنـعـاء  يـــا  ابـنـة  ســامٍ إنـنـي دنــفٌ
بـعـشـقـكِ  الــيــوم  إن  الـعـشـق إدمــانـا

كـــلُّ  الـخـريـطة  إن أظـلـمـت مـظـلمةٌ
وإن  أنـــــرت  فـــــإن  الـــكــون  نــشــوانـا

مــتـى  الـلـقـاء  أجـيـبـي ؟ ثــم أغـنـيةٌ
مــــا  زلــــت  أذكــرهــا  عــزفـاً وألـحـانـا

مـضـى  الـزمـان  وعـيـنيك الـتـي ذبـلـت
مـــن  الـبـكـاء  ،  تــبـث الـسـحـر مـجـانـا

صـبـاحـك  الـحـلـو  مـــا زالــت نـسـائمه
تــداعــب  الــقـلـب  أشــواقــاً وأشــجـانـا

ولــيـلـكِ  الــصــبُّ  آهٍ  ، كــيــف أرجــعـهُ
مــــازال  قـلـبـي  بـلـيـلٍ  فــيـك سـكـرانـا

حـمـائم  الــدور يــا صـنـعاء تـسـألني :
أيـقـبلُ  الـعُـششَ  رغـماً عـنه غـربانا ؟

قـــد  يـنـكر  الـعـيش إنـسـاناً ويـجـحدهُ
ولــيـس  يـنـكـر  عــطـر  الـــورد نـيـسانا

صـنـعاء  يــا  ابـنة سـامٍ كـل مـن مـكروا
سـيـنـدمـون  قــريـبـاً  فـاصـبـري الآنـــا

وكـــل  مـــن  خــرجـوا  خــوفـاً وتـوريـةً
ســيــرجــعـون   زرافـــــــاتٍ   ووحـــدانـــا

هـــذي  ذرى  ( نــقـمٍ ) بـالـعـز شـامـخةٌ
وكــم  عـصـيٌّ عـلى الأعـداء ( عـطّانا)

عـــودي  لـنـا  ، فَـقَـدَ الـتـاريخ بـهـجته
غــيـابـكِ  الــيـوم  زاد الــجـرح إثـخـانـا

كــم  فـي  فـؤادي مـن الآهـات يـا وطـناً
أذاق  روحــــي  مــــن الأحــــزان ألــوانــا

رفــقـاً  بـقـلـبي  ،  فــإنـي شـاعـرٌ ومـتـى
تـلـفّـت  الــكـون  إذ  مـــا شــاعـرٌ عــانـى

أقــمـتُ  والـشـوق  فــي عـيـنيّ مـعـركةً
أفـــوز  حـيـنـاً  وأخـشـى  الـفـوز أحـيـانا

حـمـلتُ  هَــمَّ  بــلادي فــي دمــي وغـدا
لــكــلّ  حــــرفًٍ  إذا  مـــا قــلـت عـنـوانـا

مـتـى  أرى الـسـلم يـمـضي دون عـرقلةٍ
أمـــا  كــفـى  الــحـرب  أبــدانـاً وأكـفـانـا

مـتى  سـننجو مـن الـطوفان ؟ يـا وطـناً
لا  يــمـلـك  الــيــوم  شــطـآنـا ووديــانــا

تـجـرّد  الـشـعب مـن كـل الـحقوق فـكم
عــلــى  الـبـسـيطة  جـيـعـاناً  وعـريـانـا

عــامٌ  تـولـى  وقــال الـقـوم فــي دعــةٍ
الـحـمـدلـله  ،  هــــذا  الــعــام بــشـرانـا

والأن  عــشــرٌ  ولاشـــيءٌ  ســـوى وطــنـاً
(  يـصـارع الـمـوت تـرحـاباً وعـصيانا )

لــم  يـسـتفد  أبــداً مـمـا جـرى ومـضى
يــطــالـب  الـــقــوم  تـبـيـانـاً  وبــرهـانـا

كـــلٌّ  يـغـنـي  عــلـى لــيـلاه ، وا أسـفـي
(  عـلـى  بـنـيه غــدوا صـمـاً وعـميانا )

كــــــلٌّ  يـــقـــول  بــــــأن  الله  فــضّــلــه
عــلـى  الـبـقـية  ، إنّ الـجـهـل سـلـطـانا

( والـشعب لو كان حراً ما استخف به )
شـيـخٌ  ولا  كـذبـت فــي الـدّيـن أذقـانـا

نـحن  الـذين مـنحنا الـصكّ مـن ظـلموا
والــيــوم  نـطـلـبـهم  عــفــواً  وغـفـرانـا

لــم  يـنـفع الـقوم ( جـساسٌ ) وزمـرته
( بكرٌ ) تخلّت وأقصى القوم ( شيبانا )

أرى ( الـبسوسَ ) و ( عـلاّلٌ ) بصحبتها
نـسـت  (  سـرابـاً ) كــأن الـثـأر مــا كـانـا

و(  الـزير ) صـالح مـن قـد كان يقتلهم
وعــــاد  لـلـخـمـر  والـقـيـنـات  طــربـانـا

و(  الـتـبّـع  ) الــيـوم مـقـتـولٌ بـغـرفـته
كـم  ( لـلجليلة ) قـد أحـصيتُ خرفانا

إنــــي  إلــتـفـت  إلـــى  الـتـاريـخ أســألـه
أمــــا  كــفـى  الـشـعـب إذلالاً وحـرمـانـا

مـتـى  سـنـصحو  وفــي الأوطــان مـتسعٌ
لـــنـــا   جــمـيـعـاً  لأولانـــــا  وأخـــرانــا

مـتـى  سـنـكسر  قـيـداً قــد بـرى قـدماً
ويــهــزم  الــشـعـب  ســجـانّـاً  وقـضـبـانا

مــن  أي  شــيء يـخاف الـشعب فـي بـلدٍ
يــكـاد  فـيـهـا  يــمـوت  الــيـوم حـرمـانا

قـــل  لـلـذيـن  تـــواروا  خــلـف أقـنـعـةٍ
مــــن  الـنـفـاق  كــفـى  ظـلـمـاً وبـهـتـانا

الــديـن  لــلـه  يــهـدي  مــن يـشـاء إلــى
صـــراطــه،  وهــــو  بـالـغـفـران  مــنّـانـا

الـجـنة  ، الـنار ، أمـرٌ لـيس يـعرف مـن
إلـيـهـما  ســـوف  يـفـضـي غـيـر مـولانـا

هـا  فـلتكفوا عـن الـتخوين قـد عـقلت
كـــل  الـعـقـول  وأنــتـم  بــعـد صـبـيـانا

هـا  ولـتكفوا عـن الـحرب التي اشتعلت
بــــكـــل  دارٍ  وكـــونـــوا  الآن  إخـــوانـــا

صـنـعاء  قـولـي  لـمـن مــا زال يـنكر مـا
يـجري  عـلى الأرض إن الصخر قد لانا

كـم  قـد تـهاوت عـروشاً لـم تـكن أبـداً
إلــــى  تــهــاوٍ  وخـــان  الــدهـر تـيـجـانا

الأمـــر  لــلـه  فـــي  ضــيـقٍ وفــي سـعـةٍ
الــحــمــدلـلـه   تــســلــيـمـاً   وإيـــمــانــا

صـنعاء  يـا ابـنة قـلبي جفّ حبر دمي
ولــــم  يــــزل  بــهــواكِ  الــقـلـب  ريّــانـا

أمـــــــــــيـــــــــــن         الـــــــعـــــــمـــــــاري
١٤         /         ٤         /        ٢٠٢٠        م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب

تابعنا على فيسبوك

Labels

شريط الأخبار

ads

حكمة

في بعض الأحيان الخطوة الأولى هي الخطوة الأصعب تقدم وأخطوها فقط وليكن لديك الشجاعة الكافية لان تتبع إحساسك وحاستك السادسة.

حكمة اليوم !

التسميات

العاب

منوعات

{"widgetType": "recent posts","widgetCount": 4}

Contact us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *