الخميس، 30 أبريل 2020

الحب الحقيقي ل//منى الزيادي

*الحب الحقيقي*

كثيراً ما نرى ونسمع عن أمور يدمي لها القلب، وتحزن لها النفس،ويندى لها الجبين خجلاً من قبح هذه الأمور المتمثلة في اتباع الشهوات، والتلاعب بالمشاعر، والنيل من المحرمات، والتعدي على الحدود، وهجر الحياء، وانتحار العفة، وكل هذا تحت مسمى الحب(كما يدعيه الغرب من عيد الحب، أو عيد العشاق مزيناً كل هذا الانحلال الخلقي لأبنائنا حتى يتبعوه).

ولكنه الزيف والخداع، واتباع خطوات الشيطان، وكل هذا الحب منه براء.

أما الحب الذي يدعو إليه الإسلام فهو انقى وأعف.

فالحب مشاعر إنسانية رقيقة، يرتقي بصاحبه، وهو ضرورة لحياة الإنسان، ولكل من له قلب حي، وهو عاطفة سامية تميز الإنسان، بل واحياناً الجماد كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(أحد جبل يحبن ونحبه)فالجبل ارتفعت قيمته لما أحب ولكن أحب من؟! أحب سيد الخلق أجمعين رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستحق الجبل أن يذكر ويخلد، بل ويحبه رسول الله صلى الله عليه وسلم وكل المؤمنين بعده، فهكذا الحب يسعد صاحبه، ويزيد من شأنه ويأنس حاله لا أن يجر عليه الهوان والخسران.

وللحب الحقيقي أنواع وعلامات وثمرات:

*فمن أطهر أنواع الحب وأوجبها:حب الوالدين الذي يتمثل في طاعتهم وبرهم، والإحسان إليهما كما أمر الله عزوجل*

ومن الحب البناء حب الأخوة الذي يتمثل في رباط الأسرة التي إذا قويت أواصرها قوي مجتمعنا.

ومن الحب الضروري:الحب بين الزوجين المتمثل في روابط المودة والرحمة حتى لا تنهار العلاقات الزوجية فتشقى مجتمعتنا.

ومن الحب الواجب:حب المؤمنين بعضهم لبعض كما وصفهم الله سبحانه وتعالى في قوله(إنما المؤمنون أخوة)
وكما وصى رسول الله عليه الصلاة والسلام(وكونوا عباد الله أخوانا)
*وأعظم أنواع الحب وأجّلها حب الله عزوجل وحب رسوله الكريم، وقد ارشدنا الله إلى الطريقة التي يجب أن نحبه بها كما في قوله(قُل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يُحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم)*

فالحب الحقيقي لله ولرسوله يكون بالإخلاص لله في الطاعة وحسن اتباع الرسول عليه الصلاة والسلام.

هكذا يكون الحب، فعندما نحب تتزين الدنيا ونرى كل شيء جميل، ونتصالح مع نفوسنا، والأحلام تلبس ثوب الفرح، وتغرد الأمنيات في سماء النفس الصافية، وتهفو النفوس للعلا وتترفع عن دنايا الشهوات.
فعندما نحب نجد في القلب متسعاً لكل من نعرف، وترتسم على الوجه بشاشة تفيض عليه جمالاً رقيقاً، وتتسع أوقاتنا، تفيض طاقاتنا بالعزم على إنجاز الأمور، وتقبل على تقديم العون لمن حولنا، ونلمس في نفوسنا مقدرة للعفو عن من أساء إلينا، أو قصر في حقنا.

*فما أحوجنا لأن نحب، لأن القلب الذي يملك المقدرة على الحب لا يقدر على أن يحمل بين جنباته الحقد*

*وعلينا أن نحسن اختيار من نحب حتى نسعد بحبنا في الدنيا والآخرة كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(المرء مع من أحب)*

أما إذا أحببنا ولم نوفق في التنعم بحبنا فليس هذا مدعاه بأن نضحي بكل غالي من حرمات وقيم مبررين لأنفسنا حقنا في أن نسعد بحياتنا، كما نرى كثيراً من شبابنا وفتياتنا وهم مغرورن بهذه المُسميات الخادعة من عشق، وحب وحق مع الحياة مع الآخر، فما هذا بحب بحب ولو أنهم علموا ثواب الصبر على العفة لهان عليهم ما يشعرون به من ألم وحرمان.

وما أطهر الحب عندما يكون لله وفي الله فنجني ثمراته كما قال صلى الله عليه وسلم(سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، منهم رجلان تحابا في الله التقيا عليه وتفرقا عليه، أي على طاعة الله وعلى ما يحب.

*وما أبقى الحب عندما يكون لله، فما كان لله دام واتصل، وما كان لغير الله انقطع وانفصل*

*إلزم بيتك*
*تسلم حياتك*

*سفيرة السلام*
*د/منى الزيادي*

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب

تابعنا على فيسبوك

Labels

شريط الأخبار

ads

حكمة

في بعض الأحيان الخطوة الأولى هي الخطوة الأصعب تقدم وأخطوها فقط وليكن لديك الشجاعة الكافية لان تتبع إحساسك وحاستك السادسة.

حكمة اليوم !

التسميات

العاب

منوعات

{"widgetType": "recent posts","widgetCount": 4}

Contact us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *