الأحد، 31 مايو 2020

خريف الأرواح بقلم ليلى السندي

خريف الأرواح

سقط فلان مريضاً، ولم يمهله القدر ليتعافى، صعدت روحها إلى بارئها، توفي في ظروف غامضة ولم يعرف بعد سبب الوفاة، أصيب بالوباء واستسلم ليلقى ربه ضعيف الإرادة، أخبار الموت في كل مكان، يحوم الموت ليصطاد الأرواح ويحصدها، وكأنما بزيادة المحصول يحصل على نقاط تقييم أفضل.

يجلس الموت على أعتاب النهاية، على كرسيه الهزاز، ينظر لقائمته الطويلة فهناك العديد من الأرواح لم تقترب من خط النهاية.

هو صبور لا يهتم يبتسم بسمته الخاوية من الحياة لكل روح طيبة، ويبدو كتنين ينفث النار في وجهه كل ظالم، لا يرى وجهيه سوى من تساقطت أوراقهم، والبقية لازالوا يسيرون بخطى ثابتة نحو أحضانه.

تقام الحروب والصراعات، تدمر الزهور وتحرق مساحات الحب الخضراء، يستفحل الطاعون حيث يشاء له القدير، ولازال الناس يرتعبوا من كل حدث يزامن أيامهم، غير مدركين أن من لم يمت بالسيف يمت بغيره.

الكورونا لا تقتل أحدا إلا من اقترب من خط النهاية، لكن هناك من يحتال على الموت ويمد له في عمره، نعم يتمسك بالأرادة ويتشبث بالحياة، ويعانق الدعاء ويحسن العمل، فيصل رحماً ويطعم جائعاً، ويفرج كرباً، ليمتد خط عمره فيطول بينه وبين النهاية المسافات، وحين يموت يتوفاه الله فارغاً، وقد منح كل خير خلق به، فأثبت قوة وجوده حتى بعد أن يتلاشى جسده، يظل ذكراه يصدح في القلوب، ومن هنا يخدع الموت، فيظل حياً في أفئدة الناس.

لنخدع الموت يا سادة، لا يجب أن نخشاه، لن نموت بكورونا إلا أن قدر لنا ذلك، وربما نموت من شرغة ماء، أو شيء آخر.

لنقترب من الله سبحانه وتعالى، وكفى به وليا وكفى به نصيراً.

ليلى السندي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب

تابعنا على فيسبوك

Labels

شريط الأخبار

ads

حكمة

في بعض الأحيان الخطوة الأولى هي الخطوة الأصعب تقدم وأخطوها فقط وليكن لديك الشجاعة الكافية لان تتبع إحساسك وحاستك السادسة.

حكمة اليوم !

التسميات

العاب

منوعات

{"widgetType": "recent posts","widgetCount": 4}

Contact us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *