طريق كفيف بقلم رحمية بلقاس

طريق كفيف ‏

متى ترتب أوراقك يا حزنا؟ ‏
أما آن الأوان لتعانق نجمات السماء ‏
ونرتكب القطيعة مع أحجية الليل  ‏
العابر إلى غير وجهة بشوارع الذهول  ‏
مزَّق نياط الفؤاد ‏
تؤرقني غلالة المعاني المتكلسة ... ‏
‏ بين شقوق المباني... المتكسرة بفؤوس الغياب ‏
متى تورق الكلمات في أكمام الأكفان؟ ‏
رصاص الوجوم... ‏
‏ ثقَبَ الأمنيات الصماء ‏
فتمطى معطفها الأرجواني... ‏
كي يسدد ما اعوجَّ ذات غباء ‏
كم تناثر منك يا حزنا؟ ‏
هناك تحت أقبية الظلماء... ‏
بين ممرات التفاصيل المربكة... ‏
تعمّدها صلابة السجناء... ‏
ألم ترقُّ مهجكَ أمام ضراوة السؤال بعدُ؟؟
حريٌّ بك... ‏
أن تركض مِلْأَ رؤاك الضاربة في العتاب ٌّ
رغم الخذلان ‏
ها هي حول عنقك تشدّ الحبال ‏
فكيف السبيل للتملص من اشتباك خيوطه؟؟؟ ‏
ويديك مغلولة إلى رقبة ‏
لا تملك الزمام ‏
هاهي أجفانك السادرة تحت ذنوب ‏
تتدلى بكروم معتقة في سلال الخطايا ‏
تشهد عراكا مريرا ‏
تغمس أهدابها في دواة من يباب ‏
تكتب المنايا على أبواب المدائن ‏
بعد أن زفَّت حمامها للغربان والضغائن ‏
يا حزنا ‏
دع أسمال أمعائك ‏
ترتقي سلاليم المجد هبوطا ‏
لتسكن تحت التراب ‏
هناك في سراديب مضيئة ‏
تقفو أثر الذرى ‏
ودعك في مظلمة ‏
تربو ما زرعت من أرزاء ‏
دعك أيها اللعين ‏
للدنا تتلو خطاك ‏
فلول ضوء ‏
في طريق كفيف ‏
يتهجى السراب ‏

‏ رحيمة بلقاس.