إلى ابنتي المستقبلية
أشعر بالقلق
كلما أنتابتني فكرة أنكِ حين تكبرين
ستكونين ممن لا يأبهون بالكتابة ولا بالقراءة
لذلك أتردد كثيراً قبل أن أشرع بكتابة
الرسائل لكِ كل يوم
أشعر بالخوف،
أخاف أن تأتي الرسائل بأفكار مخالفة
لأفكاري رغم أنه وارد لا محالة
حسنا...
ماذا لو لم تكوني كما رسمتك
لا تحبين رائحة المطر
ولا يعجبك تشكيل السحاب
الغيوم ..
ولا هدوء الليل
ماذا لو كنتِ مختلفة عني
تحبين أصوات العصافير
في الصباح الباكر
بينما أنا أحب سخب زقزقاتها عند المساء
حين تتزاحم على أعشاشها ويتسابقنّ
من ستدخل قبل الآخرى..
أنزعج كثيراً كلما راودني هذا الأمر
أخشى أن تأتين بأطباع غير أطباعي
يخفق قلبي للقياكِ
أحن لرؤية عينيك..
أتخيلهما سوداويان ..أغوص في دجاهما
تحن أصابعي لتتزحلق فوق خصلات شعرك
الحريرية والذهبية..
لأقضي ليلي الطويل وأنا أقص عليكِ
الحكايات الكثيرة.. ما يجعلك تظنين
أنها حكايا خرافية لا أكثر..
لكنّي في الحقيقة أكره إختلاق الأكاذيب
ولهذا سأقص عليكِ حكايا حقيقية حدثت
مع أمك وسأضيفها للمجهول..
أحن إليكِ لكني أخشى عليكِ القدوم إلى هنا
أعتقد أنه بعد وقت من الآن سيكون قد تم تشييع جثمان الإنسانية إلى مثواها الآخير..
ستنقرض عما قريب وسيبقى أشباهها
لذلك أخاف عليكِ من الكائنات التي ستأتي
من بعد ميلادك..
ترى .هل سيتسع لكِ هل العالم الذي يضيق
عليّ
لا
لا أظن ذلك
ثم هل ستمر بكِ الأيام دون أن تفقدي أحد أعضاء جسدك وسط كل هذه الاحداث
قلبك إثر فوضى ..
قدمك إثر لغم أرضي
يدك إثر قطفك للأزهار
رأسك من فرط التفكير
ثم إني أخشى أن تفقدي إبتسامتك
في ليلة غامضة
أو أن تلتبس عليكِ النظرات
بين نظرة ذابلة ونظرة خائبة
ونظرة شاردة والكثير من النظرات
التى لا تنتمين إليها..
لا يمكنك حقاً تخيل حجم قلقي عليكِ
حتى أني في معظم الأوقات أتمنى أن لا تأتي..
فهذا العالم يا صغيرتي قبيح لا يناسبك
لا يناسب أحلامك الجميلة
ولا قلبك الطيب
ولا روحك اللطيفة..
آلاء ياصغيرتي الجميلة جداً
اللطيفة جداً
يا أملي الجميل ..
ياحبيبتي
أحبكِ كثيراً فأمل قدومك هو ما يجعلني
أبتسم وأعيش حتى الآن
يصعب عليّ تخيل لحظة قدومك
ومع ذلك
ما زالت أنتظركِ
أنتظركِ بشغف ...!
أشواق المغربي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب