السبت، 13 يونيو 2020

أنثى رمادية بقلم ليلى السندي

أنثى رمادية

أنثى رمادية، تختصر المساء في ضحكة متمايلة، معجبة بقوامها، وبعينيها التي يحيط بها الكحل مخفياً براءتها القديمة، وشفاهها الذابلة التي غدت مسخ زهرة في مياة متعكرة.

لا تظهر في الصباحات المشرقة، تكره الشمس، فهو يحرق تلك البشرة الدخيلة عليها، وكأنها تزيل قناع قلبها القاسي زيفا.

جعلتها قسوة الحياة تغادر النهارات المزهوة بالبراءة وجمال المشاعر ففي النهار أكتشفت أن الكل يضع قناعا، يبتسم وفي عينيه ألف رغبة مقيتة.

أما في عز ضوء الليل حيث يسلط الظلام نفسه على تلك الوجوه، تظهر حقيقة الأنفس التي تتجرد من اقنعتها، فهي تمضي ضاحكة بكل ما أوتيت من سخرية، فهي ترى ما يخفونه بوضوح.

عاشت طفلة تظن الحياة أب وأم قديسين، حتى قضى الفقر عليهما، فأدركت أن القداسة في المال وليس في الحب.

كفرت بكل دين يدعو للحب، وعشقت اوثان المساء، ونجوم الليل المعتمة في حقيقتها، أنها أنثى رمادية، لا تريك سواد قناعاتها، وتخفي بين طيات روحها بياض نأت به بعيداً عن عالم الحياة المرعب.

ليلى السندي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب

تابعنا على فيسبوك

Labels

شريط الأخبار

ads

حكمة

في بعض الأحيان الخطوة الأولى هي الخطوة الأصعب تقدم وأخطوها فقط وليكن لديك الشجاعة الكافية لان تتبع إحساسك وحاستك السادسة.

حكمة اليوم !

التسميات

العاب

منوعات

{"widgetType": "recent posts","widgetCount": 4}

Contact us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *