بقايا حرب
وفوق تلة في إحدى حدود القرية، كانت هناك مدخنة قديمة على سطح منزل متهالك، يعيش به طفلة وأمها.
تحرق الأم بقايا نشارة الخشب، في موقدها المتسخ حيث كانت تاركة بقايا خبز قديم تعيد طهوه كي تشتم الطفلة الرائحة فتنام مطمئنة أن معدتها ستمتلىء وجوعها يخرس.
وكانت المدخنة تعبق برائحة الخبز المشوي مرارا وتكرارا، وهكذا كل ليلة يمر القرويون يشتمون رائحة الخبز المحروق، ولا يتجرؤن على الاقتراب من ذاك البيت الذي ظل سنين على هذا المنوال.
طفلة تبكي وأم تحرق الخشب، ورائحة خبز محترق، ولا أحد يقترب فالمنزل، على عهده عشرون عاما، منذ ذهب الأب ليشارك في معركة التحرير، وما تحررت إلا أرواحهم الثلاثة.
ليلى السندي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب