السبت، 6 يونيو 2020

اللعنة على تجار الحروب بقلم رفيق المجعشي

✹ اللعنة على تجار الحروب✹

اللعنــة:علـى كـل مـن يشـعل حـربـا دون سـبـب يـبـرر الخسـائـر التـي تبـقـى بـعد إنتـهائـها ..
بعـد الحـرب تتـغيـر النـظـرة للأمـور،فهـل ستـجـد لـديـك مايـكـفي لتـبريـرهـا لمـزارع يؤلـمـه خـراب مـزرعتـه ؟يقلـب كفـيه عـلى ماانفـق فـيها وهـي خـاوية مظـللـة بالـدخـان.
و لـرجل أصـابتـه الحـرب فأقـعدتـه؟
او لأب خسـر فلـذة كبـده بقنـبلة مـفـاجئـة، او رصـاصـة طائـشـة، او بشـظايـا صـاروخ قـذفتـه طـائـرة لاتـعـرف الرحـمة طـريق الـى قـلبـها؟

ولطـفـل ينتظـر عـودة أبـاه، الـذي تنـاثـرت أشـلائـه وغـاب أثـره لكـنـه مـازال يقـبـل صـورته ويـراقـب مـدخـل القـرية أمـلا بعـودتـه.. كـي يـزف اليـه بشـارة نجـاحـه بالمـدرسـة؟

ولأم فـقـدت طـفـلها الـوحيـد فـي عمـر الـزهـور ،ومـن قبـل ربطـت كـل آمـالـها فيـه بعـد أن فـقـدت أبـاه؟

ولصبيـة قـُدم حبـيبـها قـربـان لـحرب -ليـس لهـا فيـه ناقـة ولاجمـل -ولـم تشبـع منـه حتـى عـادوا لهـا بصـورة مـلونة كتـب بجـانبـه الشهـيد البـطـل، فشـيعـت جُـثـمان أحلامهـا التـي ماتـت وفـارسُـها.. ؟

ولـزوجـة تـجـرعـت الـذل والهـوان بـعـد أن ترمـلـت؟ تتـكفـف النـاس فـي الأبـواب، وعـلـى جنـبات الطـريـق علـى مـضـض ؛لتـسكـت طفـلـها اليـتـيم الـذي يتـضـور جوعـا لليـوم الثالثـة علـى التـوالـي.

او لإمـرأة قتـل زوجـها بعـد زواجـهمـا بأسبـوع الإ يوميـن؟- قطفـتـه يـد الحـرب التـي طـالـت كـل شـيء نحـبه ونـخـاف فقـده- ولـم يتـرك لهـا سـوى صـورة أصبـحت حـريصـة علـى تنظيـفها مـرات عـدة فـي اليوم الواحـد مـن غبار لايمـلـك وقـتا للتـواجـد.

ولموظف فقد وظيفته التي يقتتات منها ؟وأصبح يتكبد عناء السفر، والهم والحزن والضجر يحمل إستحقار وذل المتعجرفين من البشر.؟

ولطاعن في السن محدودب الظهر منعه كبرياؤه أن يمد يده للخلق فعاود العمل وحمل الأثقال التي لم يعد يقوى حملها جسده المتهالك..

ولطفل في مخيم اللاجئين البسته الحياة مهمات تكبر مقاسه بعد أن طمر ركام منزله ألعابه والدمى .

و لمدرس ذاق مرارة الجوع والتشريد على يد تلميذا له كان يردد في طابور الصباح (وسيبقى نبض قلبي يمنيا)؟
اللعنة على من أبدل حقائب أطفال مدينتي بسلاح لايتكلم الا على لسان عزرائيل وحول باص المدرسة الى طقم يحملهم الى غياهب الموت وبراثن العذاب.
اللعنة على تلميذ تمادى على حق معلمه فسلبه، ورماه في الشارع ليجر ويدفع العربه.
اللعنة على جيل ينعق بما لايسمع ويلهث خلف المال ويخضع ،يسرق وينهب ولايشبع.
سحقا وهلاكا لرجل عاش حافي القدمين رث الثياب ولما انتعل واكتسى واشتد ساعده انفك يبطش ويسرق في وطني متناسيا ماضيه...
ويل وثبورا لمثقف تعلم الأبجدية على يدي معلم يعمل براتب بسيط فلما تعلم سرد الكلمات سردها للتطبيل لسارق فاسق متعجرف مثله....
اللعنة والهلاك والويل والثبور لتاجر حرب كان سبب إخراج طلاب العلم من المدرسه الى الشوارع والأزقة والأسواق ،كباعة متجولين ينادون بالمكبرات والأبواق.

اللعنة على من أبدل القلم بالنار والبارود وحول الدين الى لعبة وبدعٍ تصب لمصالحه الشخصية.
اللعنة على تجار الحروب ،مستغلي الأزمات ،الكوارث ،النكبات وعشاق الأنهيارات الاقتصادية والويلات.
-الويل والهلاك ..لمسؤول أؤتمن على وطن فباعه، وولي على رعيتة فجاعه ، خولوه حقوقهم فأضاعه.

-تبا لكم أيها السياسيون الخنع السفهاء الأراذل لقد أتعتبني الكثير من الأسئلة التي تدور في عقلي كنملة نشيطة...آآآه كم أتسائل.....!
-الى متى ستظلون تنفخون لنا بالونات وهميه لنلعب بها على شواطئ خلفتها دماء من أحببنا من أبطال قدموا أرواحهم رخيصة لكي نحيا نحن ؟بالحقيقة هم لم يموتوا بل أحياء أسماؤهم مكتوبه على الجدران وفي الشوارع وفي اسماء دفع الخريجين وأسماء المستشفيات والمدارس...
-الى متى ستظلون تعبثون بجمرات الفتن وتنفثوا في نارها...تقدمونا قربانا ،وترمونا كوقود .تقتلون الابطال وترقون الحقراء الأنذال، تسجنون النزيه وتطلقون الاحمق السفيه، تذلون العالم الحاذق وتعزون السفيه الفاسق.

-الى. أين ستذهبوا بنا ايها السياسيون الفاسدون هل الى الجحيم ؟
-ومتى ستلين قلوبكم علينا وترق لحالنا ..أرقهقتنا الحروب. فلم يسلم من أضرارها حوت في الماء ولا طيرا في جو السماء،وتفاقمت مشاكلنا المتنوعه من حرب، جوع، غلاء أسعار ،جديد ،قديم ،أمراض ،أوبيئة...
رأئحة الموت تنبعث في كل أرجاء العالم.
ارحموا طفلنا الشريد ،زوجة الشهيد ،كهلنا القعيد ،ابونا البعيد ،طفلنا الوحيد.
ارحمونا ......
ارحمونا. ....
ارحمونا...
ارحمونا...ياساسة.

رفيق المجعشي2020/6/6

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب

تابعنا على فيسبوك

Labels

شريط الأخبار

ads

حكمة

في بعض الأحيان الخطوة الأولى هي الخطوة الأصعب تقدم وأخطوها فقط وليكن لديك الشجاعة الكافية لان تتبع إحساسك وحاستك السادسة.

حكمة اليوم !

التسميات

العاب

منوعات

{"widgetType": "recent posts","widgetCount": 4}

Contact us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *