لو لم تكن الغربة
لما كان لقطعة القماش تلك قيمة روحية وذاتية فائقة الحد
عموما
مازالت تنتظر قمرها متى يطل
كل قمر يأتي ويذهب هي لا تراه
لديها قمرا خاص هو فقط من يمنحها الضوء والدفء معا
تقف مع بقايا أثر له
تراقب السماء
تتحدث مع قطعة قماس بها بقية أنفاسه تلك التي تأنس بها وتستكين وتستقر
وتنظر إلى الافق البعيد منتظرة العودة
تنظر إلى السماء لأنها السقف الذي يظلل كليهما وإن باعدت بينهما المسافات وكأنها تقول
أيتها السماء
أين هو
وكيف هو
وماذا يعمل
ومتى سيعود ؟؟
لقد أفنت الغربة شبابهما فتعرضت أعماقهما للانكسار
فأصبحت السعادة شكل خارجي
والبسمات أيضا ديكور
لا قيمة لسرور النهار إن كان الليل كئيبا
ان لم تستقر أعماقنا وتستريح ليلا فلن يتحقق لها ذلك في النهار
وهناك مثل شعبي يقول
((بارد الليل ما يدفا بالنهار))
نعم الراحة التي لا نجدها في مخدعنا لن نجدها في زحام النهار وضجيجه
أتحدث عن الراحة هنا
كشعور
وإيناس
وهدوء داخلي
ونوم عميق خال من الكوابيس
وليلة سليمة من الفقد والوجد والشوق والالتياع والدموع
نعم تلك الدموع الحارة التي لا يعرف سرها سوى المخدة فقط
وقبل أن يحين موعد الفجر
نسرع في تنظيف حدقات العيون من بقايا دموع الانكسار
لنقابل الناس نهارا ونحن بحال جيدة
لن أطيل خشية الانكسار ذلك الذي يتحاشاه دائما كل مفارق
تصبحون على لقاء
بمشيئة الله
عاجلا غير آجل
نبيل هزاع محمد هادي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب