انتظار في مهب الموت
على صفحة الذكريات البعيدة العتيقة..
تنمو على أطراف الوجع سنون متجعدة بالسراب و الحسرة..
عند المكان الخطأ، ما زلتُ أرقد هناك، أعي تلك اللحظة جيدًا، عندها أدركتُ أن قدر لقاؤنا خط مستقيم..!
لقد مضى على ذهابك تسعة و تسعون لعنة..
و لتر من الدموع..
و ثلائمائة خذلان و أزدتُ قبرًا..
بين لفائف الذكريات الطاعنة في مخيلتي.. تتقلب على وهني بكل عذاب..
تنضج تحت مشاعري الفاترة..
ألتقط أولى الصفعات من جميع الجهات التي غربت فيها..
أسقط مغشية عليَّ..
يداي محنطة إلى قدميّ.. و رأسي ملفوف في جيبك معطفك هذا.. أما قلبي فقد تم دفنه في صدرك بكفنٍ مصبوغ بالقار الداكن..
جثتي الثقيلة بك ملقاة بعبثية في مكان رملي مخضب بالدموع..!
ما أقسى الزمن..!
و ما أشد نوائبه و عواصفه..!
ما أزال اتأرجح على حبال غيابك..
تذروني أمنية خضراء ذبلت من جفائك..
أمنية التقمها حوت ذي النون.. و باتت ثلاث طعنات في جب الخاصرة..!
على أرجوحة الحنين شابت السنون الطويلة انتظارًا..!
طيفك فيَّ ما يزال يافعًا..
نسيتُ أن أخبرك بشيء مهم..!
هل تعلم أن لك ابنة جميلة زرعتها في رحمي اسميتها جوري..
أتعلم لماذا اسميتها بهذا الإسم؟!
كنتُ موقنة بأنك سترسو بسفينتك عليها ذات يوم..
و لكنك أبحرت في يابسة رملية؛ فأكلتكَ..
عانيتُ حملي و أنت..
وددتُ لو شهدتَ ركلات طفلتي الأولى في بطني و هي تريد الخروج بسرعة كي تراك كما أريد أن أراك..
لكن حظها يتيم كحظي بك..!
البيت مكتظ بالناس و الأصوات تتصارع في الهواء..
الباب مفتوح بمصراعيه.. يلتقط ضحكات الأطفال من بين الجموع..
اليوم هذا مميز بالنسبة لي و لابنتي.. اليوم ستلبس فيه جودي فستانها الأبيض الجميل.. ستذهب و تتركني كما تركتني و تركْتَها..
سيصبح البيت فقير بدونها كما أصبح معطفك هذا فقير بدونك..!
في ضريحي سأُكفن بمعطفك؛ لأنه الشيء الوحيد الذي أوفى معي و لازمني في شتاء انتظارك و سيؤنسني في برزخ وحدتي..
فاتن مغلس♪
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب