الخميس، 25 يونيو 2020

مشاركة بقلم شهاب قاسم المليكي

ذات يومٍ كُنت أراقب إبن أمي
ذاك الذي ولدته إمرأةٌ لا أعرفها
ولكنه في الحقيقة أخي
كيف لا و هو إبن أُمتي
لسان الضاد يجمعنا
فأنا عربيٌ و هو أيضاً عربي
سألته ماذا بكِ يا صديقي ؟!
لما أنت خلف القضبان ؟!
ماذا بكَ أرجوك أخبرني؟!
*****
فأجابني قائلاً
بإختصارٍ شديد هذا أنا
هذا شكلي و هذا لوني
و هذه القضبان التي تحاصرني
هي بيتي، عِشقي، بردي وهي ناري
محاصرٌ فيها و وهي تُقيدني
مسجونٌ فيها و لا سجانٌ هنا ليحرسني
فكيف أهرب منها و هي وطني

أبحثُ عن كِسرة خُبزٍ تسدُ جوعي
أحاول الوصول إليها
فهي هدفي و هي غايتي و هي حُلمي
هيا قضيتي و هي كُل ما يشغلني
أنا جائع يا سيدي
فأبتعد عني و إذهب بعيداً
دعني أُركزَ قليلاً للوصول إليها
إذهب، بل إغرُب عن وجهي
*****
نظرتُ إليه ولم أُفسر كيف كانت نظرتي؟!
أهي إندهاشاً أم إستحقار؟!
أهي تعجُباً أم هي إستنكار ؟!
و قلتُ بصوتٍ حاد ماذا بكِ يا أنت ؟!
ما هذا الغباء ؟!
وبالحُرية لما الإستهتار ؟!
من قال لكَ أن الوطن سجنٌ
تقبع به ليل نهار ؟!
من قال لكَ أن الوطن قضبانٌ و أسوار
قم و إلتقط مفتاح الحُرية يا أنتَ
و إخرج  بقوة كالأعصار
و خذ طعامكَ بكرامة
كن حُراً فالتاريخ يحترم الأحرار
كن شامخاً كالسماء
كُن كصخر و دع أختكَ تقول
انكَ علمٌ في رأسه نار
*****
قاطعني ضاحكاً

إصمت، إصمت لا تكن ثرثار
هذا و طني لن أتركه أبداً
لن أرضخ لك فأنت مُرتزق
أنت داعشي، شيعيٌ غبيٌ و أخرق
أنتَ علماني كما قال سيدي
أنتَ عدو و تُريدُ للوطن أن يتمزق
أنتَ فاسدٌ تريدَ الحربَ و الدمار
تحاول أن تُقنعني أن أترك القضبان
و أكون حُراً كما تزعم
و أكون ممن يسمون أنفسهم أحرار
أنت كثلايا اليمن تستحق الإعدام
أنتَ لست كنسر ليبيا عُمر المختار
لن أترك لكَ فُرصةً
تُريد إلهائي خلف المفتاح
و خطف الخُبز
كقصة الطير و الثعلب المكار
إبتعد قبل أن يعدمك الزعيم
قبل أن يأتي الملك لنحرك
يا عدو الحرية سيكون موتك هو آخر قرار
******
ذهبتُ و أنا أُحدث نفسي
أقلبُ كفي على كفي
مستعجباً من هذا الحوار
أصبحت العبودية ملجئاً
و الوطن أصبح قضبان و أسوار
أين دفنت الكرامة ؟!
بعد أن أصبح الخُبز أهم من الحُرية
كيف نست أُمتي العربية ؟!
أننا خرجنا من بطون أُمهاتنا أحرار
أين العقول و أين تاه الثوار ؟!
أين العقول و أين تاه الثوار ؟!
..
..
..
✍🏻 ... شهاب قاسم المُليكي

#إنحبسنا_الليلة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب

تابعنا على فيسبوك

Labels

شريط الأخبار

ads

حكمة

في بعض الأحيان الخطوة الأولى هي الخطوة الأصعب تقدم وأخطوها فقط وليكن لديك الشجاعة الكافية لان تتبع إحساسك وحاستك السادسة.

حكمة اليوم !

التسميات

العاب

منوعات

{"widgetType": "recent posts","widgetCount": 4}

Contact us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *