الخميس، 11 يونيو 2020

كذبة إضطرارية لا النجاة بقلم عازفة الليل

*كذبة إضطرارية للنجاة*

جزءً كبير من حياتها يقتاته الوجع من بعد أن فقدت والدتها، كل يوم ترمم ذاتها بالصمت المطلق ، تعيش في عالمها وحيدة كما تظن ..
والدها أب حنون لكنه تزوج من إمرأة قاسية فتغير ذلك الأب بسبب الزوجة الحاقدة ، مرت الأيام وهي تكافح من أجل دراستها لا تملك من تفضفض له إلا جدتها فهي تعتبرها الأم الثانية بعد وفاة والدتها ..

لم يتبقَ لها من دراستها الجامعية إلا السنة الأخيرة وستكون طبيبة تحوي معالم الإنسانية ..

خالتها بثت السهام في أذن والدها لتخبره بأن يزوج أبنته ذلك الرجل الثري حينها سيكونون من الأثرياء ، امتثل الأب لكلام زوجته وأخذ الأمر بجدية فبادر بمفاتحة أبنته لعرض الزواج ، لم تصدق إن والدها يريد بيعها لرجلٍ بمثابة جدها .. هرعت إلى غرفتها باكية مصدومة ..

تغيبت عن الجامعة لمدة يومين لم تشاء أن تحضر فروحها هذه المرة متعبة جداً ..

كانوا على مائدة الغداء بينما كان الأب غارقٌ في صمته إذ أن  زوجته تفتح موضوع الزواج فرد الأب لقد أعطيت ذاك الرجل كلمة ولن أتراجع .. كوني على أستعداد يا أبنتي شهر وسيتم الزواج وأياكِ والرفض هذا آخر ما اقوله ..

قامت من الطاولة قائلة : أنت لست والدي الذي أعرفه تغيرت كثيراً .. لن يحدث ما تريد فأنا لي حريتي فيمن أختار شريك لي ولست أنت من يقرر ..
تغيرت ملامح والدها إلى غضب غير معهود قائلاً : ستتزوجينه ..

ذهبت إلى غرفتها فأتتها جدتها فأخبرتها بما ينويه والدها فبكت الجدة يبدو الوضع مربكا، فوالدها مصمم على رغبته التي كانت كرصاصة على قلب ابنته ، فكيف لشابة يافعة بأن تعيش على قرار والدها المستبد ..

شعشعت الشمس وتغاريد الطيور تصدح في أرجاء المكان والرياح الباردة تحرك النافذة فأستيقظت من نومها لتعود مزهرة متحدية كل الظروف .. ذهبت إلى جامعتها وبحر الشغف للعلم مازالت غارقة فيه ..
لم تشكي لصديقتها الوفية تحب أن تكتم حزنها مهما كان حجم إتساعه ..

اقترب موعد الخطوبة لم يتبقَ إلا يومان .. فكرت مليا بطريقة تخلصها من هذا المأزق الكبير ، فذهبت لصديقة أمها فأدلت لها برأي إن هي نفذته ربما ستنجح في إفشال الخطوبة وافقت آملة أن تنجح تلك الخطة ..

حان موعد الخطوبة جاء والدها حاملاً بيديه أغراض تخص الخطوبة ، جهزت الخالة الأشياء اللازمة أما هي فقد حان موعد تنفيذ الخطة فأتت إلى والدها باكية متوسلة أنها لا تريده لكن والدها بادرها بالرفض وإنه أدرى بمصلحتها فما كان منها إلا أن سقطت مغشية عليها، فزع والدها ورشها بالماء دون جدوى فأخذها إلى المستشفى فأدخلوها لإجراء الفحوصات والأشعة اللازمة ، جاء الطبيب ليخبر والدها بأن بنته في لحظات حرجة ربما قد تموت فأجثى والدها على ركبتيه ينعت نفسه ويقول أنا السبب ، لا تموتي فلن أزوجك أياه لقد أطعت تلك المرأة الخبيثة داعياً الله أن تعود لأبنته صحتها ، مرت ثلاث ساعات وهي لم تفيق والأب يتألم بحسرة .

فاقت فأحتضنها الأب بكل حنان وود واعداً أياها أنه لن يزوجها ذلك الرجل ومهدداً زوجته بالطلاق لأنها هي من دبرت أمر الخطوبة ، فأتصل إلى ذلك الرجل رافضاً أياه ففرحت كثيرا ثم خرج والدها ليجلب لها عشاء فجاء الطبيب فشكرته على هذا الموقف فقال الطبيب ممازحاً الحبة المنومة جعلتك كأنك ميته المهم أنا كذبت كي أنقذ فتاة من حياة قد تؤدي بها إلى الجحيم وأظن أن عملي كان إنساني رغم الحيلة ..

فقالت الجده لا عليك يا طبيب كذبتك هذه كانت لنفع أحد البشر وليس لضرهم .. والله أعلم بالنوايا .

وهكذا إنتهت القصة .

#بِقلمي : عازفة الليل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب

تابعنا على فيسبوك

Labels

شريط الأخبار

ads

حكمة

في بعض الأحيان الخطوة الأولى هي الخطوة الأصعب تقدم وأخطوها فقط وليكن لديك الشجاعة الكافية لان تتبع إحساسك وحاستك السادسة.

حكمة اليوم !

التسميات

العاب

منوعات

{"widgetType": "recent posts","widgetCount": 4}

Contact us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *