الجمعة، 5 يونيو 2020

اعذريني ياقوافي بقلم الاستاذ بسام قبيطر

أُعذريني يا قوافي ..

أُعذريني يا قوافي
ليس عندي ما أقولْ

غابَ عنّي كلُّ قولٍ 
صار شِعري في أفولْ

كان كشّافَ الخفايا
في نهى الرشدِ يصولْ

لم يجزْ ما افترّ عنهُ
لاجتهاداتِ الفحولْ

كان طلّاعَ الثنايا
كان عقلًا للعقولْ

يتجلّى مِثْلَ وحيٍ
خاضَ أسبابَ النّزولْ

وانتهىٰ أصلًا أصيلًا
في أناجيلِ الأصولْ

يبتغيهِ الوعيُ هَديًا
مُحكِمًا عِلْمَ العدولْ

في ذرى الفوقِ تعلّى
فوق سفحٍ وتلولْ

رافدًا تلْكَ السواقي
ساقيًا تلْكَ الحقولْ

مُشتهىٰ اللَّحنِ المُعنّى 
في أناشيدِ الفصولْ

ثم ولّى وتولّى
خبْطَ عشواءَ يجولْ

فِي سجِيّاتٍ تَردّتْ
منْ علوٍّ لِسُفُولْ

عاثَ فِي سوحِ التّغاوِي
ماذِقًا عرضًا بِطولْ

وتغشّاهُ انقِيادٌ
لِنداءاتِ الميولْ

لم يُودّعْني قلاني
ورماني بنصولْ

هلْ جفاني ويحَ حالي
أم ترى شِعري يَحولْ ؟!

ما دهاهُ ما عراهُ
وَلَهُ روحي ذَلولْ

تاهَ عنّـي كلُّ حرفٍ
وقْتـما جِئْتُ أقـولْ

تاهَ كم كان عجولًا
أم أناٰ كُنْتُ العَجولْ ؟!

إنّمَا الهجْرُ عذولي
بِئسمَا اللاحِي العذولْ

أنقذيني من عيائي
كفكِفي دمعي الهطولْ

واصدعي بالحقِّ روحي
كرعودٍ وطُبولْ

إنّمَا الحربُ سِجالٌ
في انصبابٍ كالسّيولْ

في جبالي في وِهادي
في سفوحي والسّهولْ

لاحقِيني حيثُ أعدو
والحَقِي منّي الفُلولْ

فغدًا إن لم تُبالي
يرجعُ الحزبُ الخَذولْ

ويُصلّي دون طُهْرِ
ويُزكّي منْ غُلولْ

ساعديني يا قوافي
نظمُكِ  الهادي رسولْ

ضَلَّت الأوزانُ دربي
وَاعترى رسمي نحولْ

آبِقٌ  مني  بياني
مات في لفظي الفضولْ

لم أعدْ في اللّحنِ نبضًا
كم أناٰ منكِ خجـولْ ؟!!

إن تناساني يراعي
كيف أصحو من ذهولْ ؟!!

جفَّتِ  الأقلامُ عندي
من شجونٍ لا خمـولْ

أنشدُ الإفصاحَ جهرًا
عـن صَباٰ رامَ القبولْ

مضَّنِي كتمانُ شوقي
وَأرى الأمرَ يطـولْ

أرشِديني أو دعيني
أو أَهِلّي بالحلولْ (١)

لم يزلْ جهلي دليلي
لم أزلْ ذاكَ الضّلولْ

هتكتْ وَردي شَمولٌ (٢)
وشكا وِردي الشَّمولْ (٣)

لستُ أرجوكِ احتِوائي
فالنّدى مجَّ الشُّمولْ (٤)

فَهبيني لسبيلٍ
يُرتجى فيها الوصولْ

وَانْشليني من تباهٍ
خاضهُ غاوٍ جهولْ

ظنَّ كلَّ الحلْوِ طعمًا
منْ جَنى شهدِ العُسولْ

لو عرفتُ الحقَّ حقًّا
لَمَ يُصِبْ عزفِي كُلولْ

كلُّ ما أرجوه نُصْحٌ
ينعشُ النّبضَ الكسولْ

عَلِّليني بشفاءٍ
قابَ قوسٍ بالحصولْ

قبلَ ترتيلِ المنايا
قبلَ نعيٍ للوحولْ

فالمنايا في لهاثٍ
دونهُ ضبحُ الخيولْ

فَعِدي ديجورَ خوفِي
بمصابيحِ الحلولْ (٥)

قبلَ زفّي ذاتَ عرسٍ
لِحمى الدّودِ الأكولْ

ثمّ يتلو الدودَ بعثٌ
ثمّ نشرٌ فَمُثولْ

إنني أدركتُ ضعفي
وتودّعتُ البَسولْ

وأنَا الْماٰ خفتُ يومًا
من تتارٍ ومغولْ

تلْكَ عيْني يا لِعيْني
أبصرت دون غَسولْ

يا لها ممّا تراءى
لحظةَ النّزعِ المهولْ

ألهِميني كيف أصحو
مِنْ كوابِيسِ المَلولْ

مِنْ جُثامٍ فوق عمري
يتمادى في السّدولْ
  
أبتغي منكِ جوابًا 
ربّما همّي يزولْ

طالَ كربي وَسُهادي
وَطَلى حالي الذبـولْ

لست أدري كيف تمضي
أيْنَ أيامي  تؤولْ ؟!

سـار دربـي إثْـرَ قلبـي
فِي مَتاٰهاتِ الطّلـولْ..!

(١-: الاتحاد مع المُراد)
(٢-: ريح الشمال)
(٣-: الخمر)
(٤- الإحتواء)
(٥-: جمع حل)

باسم أحمد قبيطر - إسبانيا 🌴

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب

تابعنا على فيسبوك

Labels

شريط الأخبار

ads

حكمة

في بعض الأحيان الخطوة الأولى هي الخطوة الأصعب تقدم وأخطوها فقط وليكن لديك الشجاعة الكافية لان تتبع إحساسك وحاستك السادسة.

حكمة اليوم !

التسميات

العاب

منوعات

{"widgetType": "recent posts","widgetCount": 4}

Contact us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *