الثلاثاء، 30 يونيو 2020

مشاركه بقلم عبد الله الصنوي

قرأت هذا اليوم نصاً غزلياً من الدرجة الأولى لأحد الكُتَاب المؤلفين الكبار،نصاً أعجبني بقوة رغم طوله،فقد شدّ إنتباهي جماله الآخاذ،
وطريقة كتابته الأنيقة التي هي أشبه بكتابة الرواية،والأفكار التي يتضمنها النص العظيمة والمدهشة حقاً، وكل ما في النص جميل جداً جعلني أتمنى أن لو كان لي أو أن أكتب مثله تماماً في أقرب وقت.
عِدت قراءة النص لأربع مرات وخطرت في بالي فكرة ممتازة ..وأحببت أن أشارككِ قراءته كوني لم أكتب لكِ شيئاً جديداً خلال هذا الأسبوع، لكن للأسف وقبل أن أرسله إليك ترددت في إتخاذ قراري،وقلت بما أنه ليس لي فلا داعي لإرساله أبداً..
هو نص مثل أي نص وقد لا ينال إعجابك...
لا أنا بحق لا أدري كيف حذفت النص أصلاً؟؟
كيف حذفت النص قبل أن أضغط زر الإرسال وقبل أن يصل إليك...
لا بأس حتى وإن حذفت النص ولا يهم ذلك
ما دام قد أثار فيني رغبة غريبة قالت لي عليك أن تكتب كل شيء،أن تنهي كل المشكلات العالقة،وأن تبدأ من جديد، وأعادت لي الأمل ولكن ورغم ذلك ببساطة لا أظن أني سأفعل شيئاً من هذا،بل لا أستطيع.

أظن أني أجد في نفسي مشكلة مع الكتابة،أظن أيضاً أنه من المُشكل فعلًا أن يتساوى الحضور والغياب في نفس المرء، أن لا يشعر  بثقل ‏حضوره أو بثقل غيابه، وأن يفقد المعنى بسبب أنواع الهموم والظروف والموت الهائل التي تُقتل فيه، أو لإنعدام ‏تحقق ما ينشده من أحلام مثالية وأماني صعيبات. ‏

ربما لأني لا أمتلك لغة مختلفة غير قابلة للتفاوض،ولا أنتقل ببراعة من موضوع إلى آخر ولا أقرأ الكثير والكثير من الروايات وكتب الأدب ،وربما تنقصني الخبرة وسني ما زال صغيراً على الإبداع..

عموماً رغم كل هذا فررت من مكاني بعد إنتهائي من قراءة النص للمرة السابعة ،هرعت مسرعاً إلى غرفتي،توجهت مباشرة صوب مرآتي،نظرت إلى وجهي،بهررت بعينيَّ ،تحسست رأسي،تعكزت على أنفي المدببة،صَمتُ لوهلة ،أعدت ترتيب ملامحي بشكل جيد، ارتديت ثياباً ملونه ونظيفة وبخخت عليها عطراً باذخاً..مشطت شعري .. تصوفت بصورة أو بأخرى..كالمرات السابقة..وكما لو كان لي معك موعد لقاء سابق في مكان ما..وكما لو سألتقي بك في الدقائق القادمة..جلست على الطاولة.. أحضرت قلماً وورقة..تنحنحت جانباً..لوحت بيداي..حركتها بسرعة..تركت أصابعي تبكي.. دفعت نفسي إلى الأمام..توقفت.. تبسمت بهستيريا..وبت أرى ولا أرى الألوان والصور
كما ينبغي لي أن أراها..وبتُّ مشوش الفِكر ساهٍ وشارد في اللاشيء،وخلعُت قلبي على قفا الورقة محاولا أن ألصق كل ما فيه وأن أنسخ محتوياته وتفاصيلِك لكن دون جدوى..
لكني فشلت لمرة ولعشر ولعشرين من المرات،
لم أستطع أن أكتب شيئاً..وبعد يأس أحمق أحاط بي،شططتُ الورقة التي حاولتُ فيها الكتابة،ومزقتُها إلى قطع صغيرة ولففتُها بداخل كيس ورميت بها إلى الخارج،
نعم لم أُستطع ،
لم أكتب :عزيزتي يمكنك الآن الحصول على قلبي من هذا خلال النص..... ولم أقدم أي عروض مغرية..
لم أضع للنص إسما لافتا ولا عنوانا مميزاً.
لم أبحث في قوقل عن كلمات وعن مقتطفات،
لم أهدي النص لك ولا لأحد،ولم أنشره على صفحتي في الفيسبوك،
لم أرسم إسمك في تفاصيله، ولا سيرتك الذاتية، ولا شوق عاشق يحن إليك،ولا رسالة مغرمة بملامحك الخاصة..
لم أنحت قصيدة لشاعرك المفضل...ولا حتى مجموعة كلمات بسيطة ،ولا مفردات منمقة ولا أشياء مثيرة ولا مرتبة
في الحقيقة:
لم أكتب لك نصاً کالذي قرأته ولا شعراً ولا أي شيء؛
أنا لست غسان كنفاني..

عبدالله محمد علي الصنوي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب

تابعنا على فيسبوك

Labels

شريط الأخبار

ads

حكمة

في بعض الأحيان الخطوة الأولى هي الخطوة الأصعب تقدم وأخطوها فقط وليكن لديك الشجاعة الكافية لان تتبع إحساسك وحاستك السادسة.

حكمة اليوم !

التسميات

العاب

منوعات

{"widgetType": "recent posts","widgetCount": 4}

Contact us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *