الجمعة، 5 يونيو 2020

وان كادوا لكم كيدوا بقلم الاستاذ بسام قبيطر

وإنْ كادُوا لَكُمْ كِيدوا ..

أحقًّا عدتَ يا عيدُ
لأمرٍ فيهِ تجديدُ ؟!

أحقًّا جئتَنا عيدًا
أَمَ انَّ الدربَ مرصودُ ؟!

أتفرحُ في جوانحِنا
قلوبٌ بيدُها البيدُ

وكلُّ غنائِنا نَوْحٌ
فما في الرُّوحِ تغريدُ ؟!

أناشيدُ المنى بُحّتْ
وجافَتْها الأغاريدُ

وأخلى النبضُ نغمتَها
وأوهى الخفقَ تسهيدُ

وقرَّحَ مقلةَ الأفراحِ
إحباطٌ وتصفِيدُ

فأين الناسُ من فرحٍ
متى ما العيشُ تشريدُ ؟!

أعيدٌ ذا بحقِّ اللهِ
أم بؤسٌ وتنكيدُ ؟!

فعودوا إنّهَا الأمجادُ
تَسْألُ عنكمُ عُودوا

رعَى اﻷجدادُ هذا البيتَ
أسيادًا..ألاٰ سودوا

ومُرّوا حيثما مَرُّوا
وعنْ أوطانِكم ذُودوا

فَواٰأسفًا على الأوطانِ
إِنْ هانَ الأماليدُ

فهلْ شاختْ عزائمُنا
وشابتْها تجاعيدُ ؟!

وهلْ من قلةٍ نشكو
وخصبُ الأرضِ مشهودُ ؟!

فغرسٌ واحدٌ يكفي
لتنهمرَ المواليدُ

فَلُمّوا الشملَ واتّحِدوا
فثوبُ البُعدِ مقدودُ

ومخروقٌ ومهتوكٌ
ومُرتهَنٌ ومكدودُ

وجلبابُ التئامِ الشملِ
مرجُوٌّ ومنشودُ

قديمًا قالتِ الأمثالُ
لا ما ضرَّ ترديدُ

فَتحدُو وَالحُدا شجنٌ
ويَعرو القولَ تأكيدُ

بأنَّ الخُلْفَ مفسدةٌ
ومثلبةٌ وتعقيدُ

ألَا اعتصِموا برصِّ الصفِّ
فالبنيانُ مهدودُ

وإنْ أقوَتْ سواعدُكمْ
فلنْ تُغني العواميدُ

وقوموا من رقادِ الكهفِ
أمْ ذَا النومُ مقصودُ ؟!!

فَيَاٰ وَيْحِي متى عزّتْ
قَساوِرةٌ صناديدُ

وتاهتْ عَنْ مرابضِها
ومن في التيهِ مفقودُ

وزاغتْ في مراميها
وقاد الرّهطَ عِربيدُ

فأين شهامةُ الأحرارِ
أين البذلُ والجودُ ؟!

فَجرحُ الأرضِ جرحُ العارِ
لا يشْفيهِ تضميدُ

يُجلجلُ رجعُ نكبتِنا
أَمَ انَّ الصوتَ محدودُ ؟!

فلا لنْ يسمعَ الصيحاتِ
نُوّامٌ جلاميدُ ..!!

لقد غرقتْ موانينا
وبابُ الشطِّ موصودُ

وما في الأفْقِ بوصلةٌ
ولا رشدٌ وتسديدُ

أمَا انتُهِكَتْ مراكبُنا
وأغرَى الركبَ تمجيدُ ؟!

فأهدىٰ ما يخطُّ الحرفُ
سطرًا فيهِ تنديدُ

وسطرًا من سقيمِ الجهلِ
عافتْ نتنَهُ الدّودُ

وأرجىٰ ثائرٍ في السّاحِ
أغوتْ حالَهُ الغيدُ

تُرى خابتْ أمانينا
وأعيَتنا التقاليدُ ؟!!

وَأقعدَ ناشئَ الفتيانِ
إِعياءٌ وتبليدُ

فأينَ يدٌ لتصفعَنا
وبعضُ الصفعِ محمودُ

أننسىٰ أننا عَرَبٌ
ويقضمُ إرثَنا هودُ ؟!

وبيتٌ أبيضٌ حجّتْ
إليهِ عصائبٌ سودُ

وعِمّتُهم قلنسوَةٌ
أبالسةٌ مناكيدُ

فهمْ من يدّعي نسبًا
وما صحّتْ أسانيدُ

تماهَوا والخَنا خِزيًا
ألا بِئْسَ العبابيدُ

بريءٌ منهُمُ موسى
وهارونٌ وداوودُ

وقِبلتُهمْ مدى الأزمانِ
قارونٌ ونمرودُ

أما نقضوا عرى التوراةِ
ما عبأوا بما نودوا

ودينُهمُ على التحقيقِ
تزييفٌ وتلمودُ

فلا تعجبْ إذا غدروا
فغدرُ القومِ معهودُ

وخنجرُهم بماضي الحقدِ
في الأديانِ مغمودُ

سيُخزي اللهُ مسعاهمْ
ومسعى الكيدِ تهويدُ

ومأواهم سعيرُ النارِ
حيثُ المكثُ تأبيدُ

ألّا تعسًا لأقوامٍ
يقودُ زمامَهمْ قودُ

ويا من غرّكَ السلطانُ
إنّ اللهَ موجودُ

فلا تركنْ إلى الكرسيِّ
لا يغرُرْكَ تمديدُ

وحاذِرْ آنَ يطغى المدُّ
موجًا فيهِ تصعيدُ

وأيْمُ اللهِ رأسُ البغْيِ
قبلَ الصبحِ محصودُ

وإنّ الزيْفَ مُنكشفٌ
وإنّ الكِذْبَ مردودُ

إذا لُذنا بأوهامٍ
سيغشَى العقلَ تسويدُ

فإنّ الوهمَ صِنْوُ الخِزيِ
للخُسرانِ تمهيدُ

فلا عذرٌ لِمَنْ أبَقُوا
وطولُ الشرحِ تفنيدُ

لعمري الدهرُ مقضيٌّ
وأغشى الدهرَ تبديدُ

وإنْ نهدرْهُ هيّابينَ
ذا للذلِّ توطيدُ

فواذُلّاهُ من شعبٍ
إذا أغراهُ تحييدُ

ونحن الحربُ تحيينا
وأذكى الطيبِ بارودُ

توغّلْ في خضمِّ النّارِ
لا يوهِنْكَ تهديدُ

وقُمْ فَتّتْ متينَ الصّخرِ
لا يُوْئِسْكَ جلمودُ

وحلِّقْ في سماءِ المجدِ
لا يُقْعِدْكَ مجهودُ

أرى قدسًا أرى حُسنًا
فحسنُ القدسِ منضودُ

وحسنُ القدسِ فَرْطَ الحسنِ
واقدساهُ محسودُ

بهاءٌ جلَّ عنْ ندٍّ
على العذّالِ مسدودُ

بهاءٌ يا جلالَ اللهِ
لا يحظاهُ منكودُ

ومنْ يسطِعْ لهُ نيْلًا
لَذو حظٍّ ومسعودُ

بهاءٌ غصَّ بالأقداسِ
فيه القلبُ معمودُ

ومهما طالَ مهما امتدَّ
ليلُ الظلمِ مطرودُ

إليهِ انْشدَّ جحفلُنا
وإنّ العزمَ مشدودُ

إلى قدسٍ إلى نصرٍ
إلى دارٍ هي العيدُ

ففيها طابَ إنشادٌ
وفيها طابَ تعييدُ

وفيها من شموخِ العزِّ
ثغرُ الدهرِ غِرّيدُ

فيا عُربَ الشّرىٰ هيّا
ويا أسدَ الْوَغَىٰ ميدوا

وقُدّوا الحبلَ من مسدٍ
لتُعتقَ منكمُ الجيدُ

ولا تخشَوْا أذَى النيرانِ
لو مُدَّتْ أخاديدُ

وفي الأمداءِ فانتشروا
وإنْ كادوا لكمْ كيدوا

فَلا لنْ يَسقِيَ الصحراءَ
تهليلٌ وتأييدُ

ولا لن يوقِظَ الأذهانَ
تغليظٌ وتشدِيدُ

ولا لنْ يُرجِعَ الْمسلوبَ
مِزمارٌ ولا عودُ

فإن نضبتْ دماءُ الريِّ
لنْ تُجدي الأناشيدُ

فكنْ نارًا على علَمٍ
فبعضُ النَّاٰرِ ترشيدُ

وكنْ في الناسِ أكرمَهم
كريمُ الطبعِ مودودُ

وكنْ كالغيْثِ هطّالًا
فنبعُ الجودِ مورودُ

وَكنْ باللهِ معتصمًا
فحبلُ اللهِ ممدودُ

وطلِّقْ زُخرفًا وثَنًا
أغيرُ اللهِ معبودُ ؟!!

وهَبْ ما كان ملحونًا
لآيٍ فيهِ تجويدُ

لواءُ الحقِّ منصوبٌ
على التحريرِ معقودُ

متى ما تلمعُ الراياتُ
هبّ الوِلدُ والخودُ

وهبّ الشيبُ والشبّانُ
قُلْ طفلٌ وأملودُ

فمنْ يذللْ لمنبوذٌ
ومن يبذلْ لمحشودُ

ومنْ يَستصْعِبِ الإقدامَ
منكوبٌ وموؤودُ

ومنْ ينهضْ لأجلِ الحقِّ
بالآياتِ محفودُ

ومنْ في جمعِنا حيٌّ
وإنْ يسقطْ لَمولودُ

فَسِرُّ حياتِنا دِينٌ
ورأسُ الدِّينِ توحيدُ

وسدرةُ حرفِنا ضادٌ
لهَا القرآنُ تخليدُ

ألا فلتحْيَ هذي الشوسُ
ولتخْزَ الرّعاديدُ

فطبعُ الجبنِ مبتورٌ
وطبعُ البذلِ مرفودُ

فأنتمْ مهجةُ الأوطانِ
في الهيْجا صناديدُ

وأنتمْ بلسمُ الأدواءِ
للأطيابِ قنديدُ

وأنتمْ خمرةٌ حلَّتْ
"وما تفنَى العناقيدُ"

وأنتمْ أنتمُ الأعلَونَ
إنّ النصرَ موعودُ

وللصلواتِ ميقاتٌ
وأُقِّتَتِ المواعيدُ

فقد نذرتْ دمَ الشريانِ
أجنادٌ أجاويدُ

وما ينهلُّ من دمِنا
لدربِ العزِّ تعبيدُ

فحيَّ على أذانِ الفوزِ
ولتعلُ الزّغاريدُ

"بلادُ العربِ أوطاني"
وقَومي أهلُها الصّيدُ

باسم أحمد قبيطر - إسبانيا 🌴

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب

تابعنا على فيسبوك

Labels

شريط الأخبار

ads

حكمة

في بعض الأحيان الخطوة الأولى هي الخطوة الأصعب تقدم وأخطوها فقط وليكن لديك الشجاعة الكافية لان تتبع إحساسك وحاستك السادسة.

حكمة اليوم !

التسميات

العاب

منوعات

{"widgetType": "recent posts","widgetCount": 4}

Contact us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *