مقطع من قصيدة:
"هذَيان"..
نارُ الأخدود
يا ذاك الشكُّ تحاصرُني
تتسوّرُ ليْلًا حيطاني
أتقولُ نويْتَ مهادنَتي
وهجرتَ أفاعيلَ الشاني
وأتيْتَ اليوم تسالمُني
تقحمُ بالعتمةِ ميداني
أوَيصدقُ نفثُكَ في رُوعي
ما كانَ الأمرُ بحسباني
أأُصدِّقُ وهمًا يسكنُني
بسهامِ الرِّيبَةِ أصماني
إني مرتابٌ في شأني
ما شأنُ غيوبِكَ في شاني
ما عدتُ أقرُّ على حالٍ
سهّدتَ الليلَ بأجفاني
أستوحشُ مجلسَ سُمّاري
فظنوني صارتْ نُدماني
ما عدتُ أميلُ إلى حدسٍ
يهوى المألوفَ وينهاني
عن خوضِ جديدٍ يجهلُهُ
أبلاهُ الوهمُ وأبلاني
أشكو من ضعفِ بصيرتِهِ
لم يوحِ بحلٍّ عقلاني
لم يسطِعْ إنقاذي كلّا
ويعاندُ حيلةَ أعواني
هجرتْ أسرابُ أحاسيسي
أترى هل يكفي الزَّنْدانِ
إن رمتُ العونَ يؤاخذُني
بجريرةِ أخذِ الأخدانِ
يتسلّقُ محرابَ يقيني
يستنطقُ وجهيْ الجَوّاني
حالي أنواءٌ لا تخبو
تنمو للعدلِ الحقّاني
وأنا في تيهِ ملمّاتي
شاكستُ شرودَ الغفلانِ
أخشى يا تيهُ سرابيلًا
طُلِيتْ بصديدِ القطرانِ
فعزفتُ الخوفَ على وجعي
ترنيمَ صلاةٍ آسانِي
موسيقى الروحِ كمنجاتٌ
عزّتْ عن لحنٍ لكمانِ
فاسْمع قيثارةَ وجداني
تكفيكَ مقالي ولساني
دعني كيْ أُصلحَ جَوّانِيْـ
ـيَ فيصلُحَ وجهيْ البَرّاني
وأعيشَ بأمنٍ وأمانٍ
في رَوْحِ الروحِ وريحانِ
واعدتُ العزمَ لِألقاهُ
فأتاني كيما يلقاني
أغرقُ في غمرةِ أوهامٍ
وبقعرِ اللجّةِ أَلفاني
فانقضَّ على ريْبِ ظنوني
وتغلغلَ فيَّ تغشّاني
وتقمّصَ وحدةَ تكويني
وتلبّسَ حالِيَ آخانِي
خاطبنِي لم يتركْ حرفًا
يهدي للرشدِ ووصّاني
أن أشحذَ حدَّ سكاكيني
وأقطِّعَ خرقةَ أكفاني
وألوذَ بِربٍّ أنشأني
وبِأصلِ الصورةِ أولاني
خلْقًا في أحسن تقويمٍ
من عدمٍ محضٍ أنشاني
في همسٍ راح يذكّرني
ويعاتبُ غفلةَ نسياني
هَلْ تَخْشَىٰ ضِيقًا أَوْ عُسْرًا
وَلِعُسْرِكَ قُيِّضَ يُسْرَاٰنِ
فاستلهمْ من نارِ الأخدودِ
رباطةَ جأشٍ نجراني
واقفزْ في لوعةِ نيرانٍ
بَرّدها الوعدُ القرآني
باسم أحمد قبيطر - إسبانيا 🌴
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب