الأحد، 5 يوليو 2020

مسابقة ( لأني كاتبة) 11 عبوة أحلام فارغه بقلم فاتن مغلس

#مسابقة_لأني_كاتبة
#فاتن_مغلس
#الرقم: 11
#العنوان: عبوة_ أحلام_فارغة

عبوة أحلام فارغة

في تلك الليلة نامت الطرقات على أغصان الانتظار،
تحشرجت الأشجار في حلكة الصمت..
تساقطت أوراقها لتخفي آلام الفراق..!
تلك النوافذ المرسومة على جثث المنازل، ما تزال مستيقظة تصنع الضوء؛ لتبحث عن ظل غائبٍ رماه العمر في يمٍ مخضبٍ بالغياب..
تظل الأرصفة تفتح ذراعيها لتحتضن أتعاب السنين، و تنفضها بغيمة حبلى بالأمل..
قابعة و ما تزال على قيد ظلٍ يشق طريقه في رهو الأفق البعيد..
يد الحزن تزرع صفعات تتدحرج على ساحل الخدين..
و حفر متعرجة تختبئ فيها جرائم الزمن..!
مسافات تتماوج فوق ثياب الأرض لتدفن أشجار الأمل.. تقطع قطرات الحياة المتشبثة في عروقها و توصل أوداجها بسراب لا يسد جوع اللقاء..!

لست أدري بأي عجينة عُجن قلبك.. فأنت صنم أشبع بالعجاف و قاس لا يحن!
لا أعلم كم من الأنفاس الطويلة التي تمتلكها قدماك.. سرقاك إلى كوكبٍ آخر!
أتعلم أن أطفال دفاتري ينشدون لقمة حرفك كي تسد رمق فراغهم..؟!

يا إلهي، كفى..!
عويلهم يمزق قولوني..
تنتشر أعصابي على مساحة محدودة كي أنفجر و أغرق في حوض فراش و وسادة لأيام و ليال طوال..!

حنطتُ دموعي و لففتها بخيط من الأماني.. خبأتُها في قنينة عطر كي أرشك بها حالما تعود (هكذا تراودني الأحلام الخبيثة).. فأنت كما تعلم لا تمتلك مثلها.. لا تمتلك مثل تلك الموالح..
موالحي إزدادت.. أرتفع ضغط حنيني.. دخلت في غيبوبة خضنك المليء بالشوك و الجفاف..
لهثلت من شدة عطشي عليك..
فكنت كإخوة يوسُف جعلت الشيطان يتلبسك و لم ترأف لحالي و لم تعطِني قطعة قلبك و أنت..!

آآآهٍ..
كل الأشياء منك لا تزال كعهدها.. لم تذبل..
ما أزال أرعاها بكل لطف و حب..
تلك الوعود التي بذرتها في قلبي ذات فرح.. ها هي تنمو في أراضي عمري..
أراها حقولًا دافئة تحميني منك..!
أصبحت مجنونة بك.. فقد أدمنتُ في تجاربٍ كثيرة؛ كي أتوصل إلى أختراع ما يربطني بك و يدلك عليّ..!

ما أزال أعيش في تلك النظرات الأولى التي دسستها في قلبي.. فكانت ميلادي الآخر و الأخير..
تلك النظرات التي أعطتني الحرية..
في إختيار اسمي على أعتباب قلبك..
في انتقاء أطفال يتمردغون في شفق السماء..
يهطلون كزرعٍ أخضرٍ يحيي الروح بعد موتها..!

لكن، كل شيء رسمته أنت أكلته الرياح..!
كنت يا أبله كرقصة السحب في مروج النجوم التي هي الآن أقرب مني إليك..!
كنت يا أحمق تتسابق في السباحة مع بنات عينيّ، كنت الأسبق عندما أسكب قهوتي في الصباح، فكانت هي مُرة و أنت سكرها..!
كنت أغمض جفنيّ كحبيبين لا يريدان الإبتعاد، فأسرحُ مع صوتك الذي بحجم البحر أحببته و أحببتك..
كنت لا سامحك الله حبًا يملأ المسافات بين الأرض و السماء..!

فلماذا خليت سبيلي؟!
قل لي..
لماذا قذفتني بشظية الألم و الشرود و الموت؟!
هل أنا خفيفة ممتلئة بالهيدروجين لتجعلني أعوم مع أذخنة الدمار..؟!
هل كنتُ وصلة موسيقية ضاع سلمها في سهادك؟!

الآن تذكرت لماذا وصفتني بالشمس..!
لأنك تعلم أن الليل سيقتل جيوشها الذهيبة و يُغرق كل شيءٍ في الظلام..!

لكنك نسيت إنك أمنيتي التي جمجمتها في قلبي لن يهلكها الدهر ما صدح النبض فيّ و الوريد..!

فاتن مغلس♪

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب

تابعنا على فيسبوك

Labels

شريط الأخبار

ads

حكمة

في بعض الأحيان الخطوة الأولى هي الخطوة الأصعب تقدم وأخطوها فقط وليكن لديك الشجاعة الكافية لان تتبع إحساسك وحاستك السادسة.

حكمة اليوم !

التسميات

العاب

منوعات

{"widgetType": "recent posts","widgetCount": 4}

Contact us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *