الجمعة، 10 يوليو 2020

أجيد الحياة مع نفسي طويلا 4بقلم عفاف البعداني

*📓 أجيد الحياة مع نفسي طويلاً🖋️*
--------------------------------
*عــــــــفاف البعداني*

_*"الـــجزء الــرابــــع"*_

فكري الشارد، بوحي الغريب،دفتري الممتلئ،  قلمي العجوز، أتعرفون!! أن صدقكم معي وبوحكم  اﻵن ،هوأشبه بالرياح اللطيفة والموسيقى الهادئة التي لامست صومعتي الكتابية، فاعطتها جودة وبهجة تجربة أديسون اﻵخيرة ؛حينما أضاء مصباحه للعالم  بعد أعوام أدانته بالفشل.

كتابي القديم ،صوتك المتعب الذي يصف ماعجزت عنه /هو أشبه بطبيب اﻷرواح الذي جاءني من آخر الدنياواستيقظ من داخل الورق، في أخر الليل وقصد صفحتي الفكرية ؛ليطرح لي من عمق حنينه سؤال واحد فقط هو /هل أنتي بخيرأيتها الكاتبة؟! نعم !!كان حديث النفس للنفس هذه المرة، أشبه بالرجل  الوفي الذي عاد إلى مضجعه لينام بعد يوم طويل من التعب والعمل، في  سبيل أن يسد رمق أبناءه الخمسة، ولكنه أثناء العودة سمع آنات لامرأةفي قارعة الطريق ،تشكو الخذلان ،والجوع والمرض ،و بكل وجع تحيك مفردات لُغزية على لحاء شجرة نصها أن جناحها  كسر من عاصفة هائجة ،فقرر الرجل النادر وفورًا أن ينسَ تعبه ويمنحها خبزه الطازج وماؤه الزلال، ويصعد قمة خطرة بضوء ضعيف ؛ كي يقطف لها عشبة نادرة ،رائحتها تشفي عليل أرتطم في جدران الكتابة على صقيع من الليل، دون أن يهزمهه الفضول ليعرف اسمها ،و مكانها، وزمانها ،وقصتها،مع أن الفضول كان يتقاطر من عيونه بغزارة إلا أنه تمالك نفسه حيال شعوره،عطاءه كان صادقا ليس مقرون بمقابل .

ومن تلك السطور الغريبة انبثقت في داخلي حياة، لاأعرف كيف بدأت ومتى انتهت !!فقط كل مارأيته أن التمثال الحجري في متحفي المنعزل ، وفي روايتي المفقودة ، انسلخ من عنصر الجمود وبات يحتفل بولادته الجديدة ،تغيرت ملامحه ودبت فيه حياة سحرية ،ظهرت له أجنحة وتحركت سيقانه وفتح عيناه وحلق بعيدًا ،ولﻷول مرة هو يحلق ويتحرر من سردابي  العتيق.

صدقت حينها قصة صقري المنحوس ،حينما التقيت معه في جبلنا المشؤوم فرددا قائلاً: *"أن في كل نفق ثقوب مشعة ،وأن خلف شجيرات السم أشجار طيبة"صدقت أن الغابة المفترسة تحترم الصادقين ،وأنه ليس صحيحًا أن الطيور على أشكالها تقع، فهناك طيور تعلمك البقاء وتهبك العلو والسمو واﻷمان والسكينة، وهناك طيور تترصدك عنوة عند المساء وكم تتمنى سقوطك وتراقبه بعناية فائقة؛ كي تراك مرميًا في كنف الضعف والهزيمة واﻹلتواء* .

أعرف !!أيتها اﻷوراق واﻷقلام والحبر والفنجان،والقارئين ،ستقولون عني:…..  هذه المحاورة مفرطة في الكلام وكثير التعبير، وربما هي تحب الإطالة مع كل شعور، وأن سطورها هكذا ديدنها اﻹسهاب، ولكن مهلاً وتريثا لطور ظنكم !! سأخبركم بشيء أيتها اﻷوراق والفنجان والقارؤن،

نعم;..  حروفي قد تسهب ،وتسرد، وتطول ،وتشرد وتستبيح كل المفردات والعناوين ،ولكن فقط عندما ترى الصدق يتفجرمن عيون اﻹنسانية ،عندما ترى الطيبة، العفوية، السماحة ، النبل ،في زمن غاب فيه المعنى من الضد، ولم نعد نرى إلا وميض أمل على مرفئ السفن الغائبة.

فأقف ولا أملك أي شيء في أن أعطيها حقها فأشرع بالكتابة عليّ أجد عطاء يماثل كينونتها الحقة في البقاء، فلربما الكتابة هي إجابتي الوحيدة وحلي اﻵخير؛ كي أقول للمحسنين أحسنتم، وللصادقين سلمتم، الكتابة هي منبري الذي أصدح من خلاله بقناعة تامة ﻷقول:
للمفسدين تغيروا،
للحكام اعدلوا،
للمتفرقين توحدوا،
للمتسولين اعملوا،
للمسرعين تريثوا ،
للنائمين استيقظوا،
للواقفين تحركوا،
للكاذبين اصدقوا،
للضائعين ارجعوا،
للكاتبين اقرؤا،
للعاشقين تأدبوا،
لأصحاب العواطف
المفرطة احذروا،
للظالمين اقسطوا،
للغائبين ارجعوا ،
للمسافرين توقفوا،
للبائسين تأملوا ،
وساحتفظ بهذا الصوت والبوح ،وبتلك السطوروالحروف ؛كي أعود إليها كلما ضارمتني الحياة، وطبتِ بخير أيتها النفس الغريبة، وليلة سعيدة أيتها المذكرة الكريمة ،ولنا لقاء قريب في جزءنا الخامس ،فبادريني أيتها الحياة بالوفاء ،كي أكون معك على قيد العطاء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب

تابعنا على فيسبوك

Labels

شريط الأخبار

ads

حكمة

في بعض الأحيان الخطوة الأولى هي الخطوة الأصعب تقدم وأخطوها فقط وليكن لديك الشجاعة الكافية لان تتبع إحساسك وحاستك السادسة.

حكمة اليوم !

التسميات

العاب

منوعات

{"widgetType": "recent posts","widgetCount": 4}

Contact us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *