طلعة النسرين
حاولت أن ألفاك يا غادتي
في طلعة النسرين بين الأقاح
كهمسة الفجر الذي طالما
آنسته رغم إنبلاج الصباح
يا مالكا أمر الذي حزته
عبدا وما زال لتلك الرداح
لكنها يا ويح قلبي الذي
قاتلة شبّت بطعن الرماح
قد رتلت في نفسه نغمةً
في حرفه شعراً وما فيه آح
كم يشتهي المشتاق لكن ما
تجري بما لا تشتهيه الرياحْ
وهكذا حظ الذي قد رنا
الى الذي حطّمه واستباح
أواه يا نخلان ما بالها
أهدت مع الورد الأسى والجراحْ
كأنه شوك بلا برعم
أو شرَكٌ أودى لقّص الجناحْ
تدرين أن العهد يا غادتي
يا مُقلتَيْ حظّي شديد البراحْ
ألفتُ منك الصبح أنشودةٌ
علامَ مزّقتِ الذي لا يباحْ
أوقعته من شاهق ربّما
لو أنذر المحبوب كان أستراحْ
علامَ يا نخلان جددت ما
قد كان أرعى لو ابحت السماحْ
وقبّلتْ تلك الرُبا طلعةً
ما الشمسُ منها ما الحسان المِلاحْ
كأنها إيزيس في عرشها
لكنها تُعيي القنا والصِفاحْ
في كل يومٍ جدّدت غُصتي
وأسهدت جفني بصوتِ النواحْ
يا حرفها دعْ عنك معنى الأنا
لست الذي في سربهِ يُستباحْ
ولستُ رهناً للمزاج الذي
أوليتهِ منّي بقّص الجناحْ
فكيف أهفو للذي سامني
وشفنّي منه ذوات الوِشاحْ
البابليات الرنا والشذا
والسحر والآهات والإنشراحْ
عذبتِ من بعد إغتراب المدى
وبعد ما أنحلت والعمر راحْ
من أم درمان علت صرختي
يا ربّ أنعم للذي بالصلاحْ
عسى يلاقي إلفهُ بالدجى
إن كان للأحلام ضرب القداحْ
فربما زرت بلا عاذلٍ
وربمّا أصفيت بالعذب راحْ
ورُبما نخلان أهدت لمن
أنشودة الرجوى وجود الشحاحْ
نجيب الطيار
أم درمان السودان
٣ / ٧ / ٢٠٢٠ م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب