الاثنين، 6 يوليو 2020

مشاركة بقلم عبد الله الصنوي

آخر مرة التقيتُ بها بدت جميلة جداً،كان وجهها وضاءً وأنيقا،وفي عينيها فرحٌ كثير وسعادة كبيرة،فهي أنثى بلون الورد لم تأتي إلا لتلتقي بي ولم أذهب أنا إلا لألتقي بها بعد ساعات من الإلحاح والتبرير والتجهيز ..
ظلّت في البداية صامتة لدقيقتين كما صمتُ أنا لم تتكلم وأَخفت خلف ملامحها ابتسامة ساحرة كانت تُظهرها شيئاً فشيئاً خلال تبادل الكلام  حتى أكتملت ک قمر شعبان .
بدت فاتنة ک لون ربيع متفرد وأضافت على المكان روحانية عارمة،
بدت ک عود القنا وسط حديقة غناء ممتلئة بالورود وبالأزاهير،
بدت ک الصلاة فائضة بالخشوع وبالسكينة
مختلفة عما قبل وأكثر جمالاً وفتنة ،
كان الحب يسطع في عينيها والسلام يلمع في أعماق نظراتها ، وكأنها مُقبلة على عيد ،
تكلمنا قليلاً فكان صوتها كما توقعت مثل سهم في تفاحة وكانت ضحكتها رائعة ، ترمشُ وتتغنج بلطف وتذهب بي بعيداً ،
إستمعنا إلى أغنيتنا المفضلة لكاظم ورددنا كلماتها وهززنا رؤوسنا من شدة المتعة ک أول وآخر عاشقين،
تبادلنا الكثير من النظرات،
اكتفينا بلمس أصابع بعض وبعدها حين تحركنا نحو طريق العودة، راحت البنتُ تضحك بفرح ورحتُ أحمل ضحكتها إلى داري..
تحرَكتْ فجأة.. ومَرت بأناملها على قلبي وأنا أتذكر هذا المشهد المقتطف من رواية "غرباء في الليل" الذي يفتنني وصفه المتقن المنطوي على فلسفة رصينة..والذي قد أحتوى جزءً كبيراً مما حدث معنا يومها سوى أننا لم نذهب إلى النوم في النهاية ولم ننم فقد كان الوقت قبل غروب الشمس ولم يكن ليلاً كما يشار في المشهد وإلا فإن هذا المشهد بكل ما فيه يتحدث عن كلينا_ أنا وهي وذاكرة الطريق_ وعن لقاءنا البسيط والجميل.

"ونفضنا غبارَ الكآبةِ عن روحينا التائقيْن إلى الرحيل ، يداً بيد ، في رحاب الغواية إلى لحظة التلاقي البهيجة . واتفقنا بشكلٍ من التواطؤِ الخفيّ على الإستسلام المشترك إلى نوعٍ من القلق المبهم اللذيذ . ومالَ رأسُكِ على كتفي ، فهل تذكرين ؟ وامتدّتْ كفّي مرتجفة إلى شعركِ تُمسدّه . ومرةً ثانية ، شعرتُ بأنَّ أموري معكِ لن تنتهي على خير ، ونظرتِ إليَّ كمن يلومني على هذه المشاعر السطحية البعيدة عن روح اتفاقنا الخفيّ على الغوص في قلب الغواية . وانطبقتْ إلى بعضِها ، بكسلٍ عجيب ، رموشُ عينيكِ السودُ الطويلة . وتبسمَّ ثغرُكِ من دون أنْ تنفرق شفتاكِ إلّا قيدَ أُنملة . وتحركتْ عضلاتُ وجهكِ قليلا ، فتراقصتْ الظلالُ في وهدتي خديكِ تحتَ الكرسيين المتوردين . وقلتِ لي :
أريد أن أنام ، فلا توقظني .
وقلتُ لكِ : لن أفعل ..
ولم أفعل ..
ولم تنامي.

عبدالله الصنوي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب

تابعنا على فيسبوك

Labels

شريط الأخبار

ads

حكمة

في بعض الأحيان الخطوة الأولى هي الخطوة الأصعب تقدم وأخطوها فقط وليكن لديك الشجاعة الكافية لان تتبع إحساسك وحاستك السادسة.

حكمة اليوم !

التسميات

العاب

منوعات

{"widgetType": "recent posts","widgetCount": 4}

Contact us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *