تابع...
قطوف من: #الخلاصة_في_علوم_البلاغة_لعلي_الشحود (127)
︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾
🔳 علـــــمُ البـــــــديعِ:
◾️ في المحسِّـــناتِ المعنـــوية:
◾️ الطبــــــاقُ:
● تعريفُه: هو الجمعُ بين لفظين متقابلينِ في المعنى، وهو نوعانِ: حقيقيٌّ واعتباريُّ.
● فالتقابل الحقيقيُّ هو أنواعٌ:
■ تقابلُ تضادٍّ، نحو قوله تعالى: {وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى}[سورة النجم: 43].
■ تقابلُ إيجابٍ وسلبٍ، نحو قوله تعالى: {.... قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ}[سورة الزمر: 9].
■ تقابلُ عدمٍ وملكةٍ، كقوله تعالى: {وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ}[سورة فاطر: 19].
■ تقابلُ تضايفٍ، كقولك: (أبو الحسنِ صفيُّ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وابنُهُ حبيبُه).
● وتقابلاً اعتبارياًّ، كقوله تعالى: {وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا}[سورة النجم: 44].
* * *
▪️ صورُ الطِّباقِ:
يكونُ الطباقُ بين:
● اسمينِِ - نحو قوله تعالى: {هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}[سورة الحديد: 3]، وكقوله تعالى: {وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ...}[سورة الكهف: 18].
● فعلينِ - نحو قوله تعالى: {وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى}[سورة النجم: 43]، وكقوله تعالى: {ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى}[سورة الأعلى: 13].
● حرفينِ - نحو قوله تعالى: {... وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ...}[سورة البقرة: 228]، وقوله تعالى: {لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ...}[سورة البقرة: 286].
● لفظينِ منْ نوعينِ مختلفينِ - نحو قوله تعالى: {... وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ}[سورة الزمر: 36]، بين فعل واسم، وكقوله تعالى: {أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ...}[سورة الأنعام: 122]، بين اسم وفعل.
* * *
▪️ أقسامُ الطباقِ:
ينقسمُ إلى قسمينِ: طباقُ إيجاب،ٍ وطباقُ سلبِ:
● طباقُ الإيجابِ: هو ما لم يختلفْ فيه الضِّدانِ إيجاباً وسلباً، نحو قوله تعالى: { قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}[سورة آل عمران: 26]، وكقوله تعالى: {وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ...}[سورة الكهف: 18]، ففيهما تطابقٌ إيجابيٌّ بين هذه المذكوراتِ.
● طباقُ السَّلبِ: هو ما اختلف فيه الضدانِ إيجاباً وسلباً، بحيثُ يجمعُ بين فعلينِ من مصدرٍ واحدِ، أحدهُما مثبتٌ مرةً، والآخرُ منفيٌّ تارةً أخرى، في كلامٍ واحدٍ، نحو قوله تعالى: {يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللّهِ...}[سورة النساء: 108]، ونحو قوله تعالى: {يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ}[سورة الروم: 7]، ونحو قوله تعالى: {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ}[سورة الزمر: 9].
- أو أحدهُما أمرٌ، والآخرُ نهىٌ، نحو قوله تعالى: {اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ}[سورة الأعراف: 3]، ونحو قوله تعالى: {... فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ...}[سورة المائدة: 44].
* * *
▪️ ويلحقُ بالطباقِ شيئانِ:
● أحدهما - نحو قوله تعالى: {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ...}[سورة الفتح: 29]، فإن الرحمة سببيةٌ عن اللينِ، الذي هو ضدُّ الشدةِ.
● والثاني - ما يسمَّى إيهامَ التضادِّ، وهو أن يجمعَ بين معنيينِ غيرَ متقابلينِ عبَّر عنهما بلفظينِ يتقابلُ معناهُما الحقيقيانِ، نحو قول دعبل:
لا تعجَبي يا سَلْمُ من رجلٍ
ضحِكَ المشيبُ برأسِه فبكى
والشاهدُ أنَّ المرادَ بالضحك ِفي البيت لا يضادُّ البكاءَ، ولكنَّ معنييهما الحقيقينِ متضادانِ.
يتبع...
┄┉❈❖❀✺❀❖❈┉┄
من مختارات:
سلطان نعمان البركاني
جميل
ردحذف