الأحد، 16 أغسطس 2020

عنقود عنب بقلم ليلي السندي

عنقود عنب

في بستانه كان ذاك البرميل، يتفقد زرعه، بكل غطرسة وتفاخر محدثا نفسه: " من أكثر مني مالا ونفوذا؟"
ومسح بيديه على كرشه،  ذاك الذي منعه من رؤية من هم  أصغر وأقل مستوىً منه.

كان طفلاً يبكي جوعا، طلب منه شيئا يسد رمقه، نظر إليه بغضب قائلا: "أذهب يا ملعون، ماالذي جاء بك هنا؟!"
ثم صاح بخدمه: "أخرجوا هذا المتشرد."

لم يصبر الطفل، ولم يحتمل جوعه، قام
بقطف عنقود عنب ثم فر هارباً. استشاط الغني غيظاً، صرخ آمراً كلابه أن يقبضوا على الطفل.

أنقضت كلاب بشرية على جسد هزيل ورموه خارجاً، وقلب الطفل ينزف وجعاً، فتمزقت الإنسانية ألماً.

سقط العنقود أرضاً فأتسخ، اخذ المتغطرس العنقود متأففاً، ثم قذفه في وجه اليتيم الباكي قائلاً بإمتعاض : "خذه ما عدت أريده، وغادر وإياك أن تعود."

غادر الطفل وترك خلفه كلابا مسعورةً في هيئة بشر.

ليلى السندي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب

تابعنا على فيسبوك

Labels

شريط الأخبار

ads

حكمة

في بعض الأحيان الخطوة الأولى هي الخطوة الأصعب تقدم وأخطوها فقط وليكن لديك الشجاعة الكافية لان تتبع إحساسك وحاستك السادسة.

حكمة اليوم !

التسميات

العاب

منوعات

{"widgetType": "recent posts","widgetCount": 4}

Contact us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *