الثلاثاء، 25 أغسطس 2020

بكاء بلا تفسير بقلم عفاف البعداني

*بكاءٌ بلا تفسير*
----------------------

البكاء……لقد سمعتهم يقولون:  أننا كبرنا ولايجب علينا أن نبكي لشيء يختص بنا، فالبكاء الشخصي عادة مصاحبة للأطفال فقط.

هكذا مرت الأيام ومضت السنين بدون بكاء، تعلمت من الراديو والمدرسة، أن المرأةالقوية لاتهدها عواصف ولازوابع وإن حدث تبقى جامدة لاتشتق منها العبارات .

وعلى هذا المنوال عزمت على أن لا أبكي لسبب ذاتي، وربما آخر مرة بكيت بصوت عالي وبكل شجاعة تقريباقبل 5 سنوات حين تدنى مستواي في مادة النحو ولم أتاهل للمسابقة، لاشك أن هناك دموعا ولكن مناطها مواقف ومشاهد تخص المحيط والعالم كعجوز مريض، وبيت معدم، وامرآة مريضة،  ومغترب بلا عودة، ولوطنٍ مذبوح.

كيف صدقتهم وكبرت بهذا المنطق يا أمي  لقد صرت كبيرة جدًا  كبيرة أحلق ببساط عشريني ولكن عمري في البكاء يا أمي تحول لكهل تسعيني ،جفت قنواته الدمعية مذُ زمن، وتحولت عبر الطقس لتمثال شمعي يقطن في مدينة الروح  التي لا ترى، مر على صمته أعوام حتى نسى معنى البكاء.

ومع حلول  الدجى المؤقر هبت رياح محملة برسائل روحية طرقت النوافذ وحطت في اﻷشجار، ولحسن حظي كنتُ مستيقظة أعد النجوم التي لا تعد،وإذ برسائل حسية تتساقط على يدي وتبتعث من قلبها رائحة ندية.

كنتُ سعيدة وزادت سعادتي لمّا فتحت تلك الورق، مكتوبا عليها رسائل إلى مدينة الضباب ،فتحتها وكانت مليئة بالحياة باﻷمل كل رسالة كان لها مذاق خاص وعبق مختلف لا يوصف، وأخيرًا!! تحرك التمثال في داخلي فرحا وهام بي البكاء من حيث لا أعلم، وجدت نفسي أبكي بلا تفسير وبدون أي مقاومة بكاء مكتض بسعادة لاتوافيها إلا عافية السماء.

مضى عمرا أبحث أطالع أتعمق، ولا أهتم بما زرعته اليوم في حقل عمرنا المتسارع، كل همي أن يمضي يومي بسلام، لم أشعر بلذة اﻷنجاز واﻹبداع الذي يتحدثو عنه لم أنتبه عن طيب نفس، أرى نفسي متقزمة التقدم وفي مكان واحد وبدائرة لاخلاص منها، ربما أن مفهومي الخاطئ وخوفي من شبح العجب والرياء كان هو السبب الذي منعني بأن أعيش كل لحظة.

وما إن أكملت قراءة الرسائل  شعرت أن حقيقتي سبقت تصوري وقد وصلت لمكان جميل، مكان مؤثر يتحدث عنه جمع غفير له صوت يشبه فجر العصافير، ولازلت أجهل زهور أمسي وصبحي، للتو لازالت روحي تتبع أثر التصور الذي تحدثو عنه في تلك الرسائل، عليّ أصل لمكاني الذي لم أجده إلا سعادة متعجبة تقول في نفسها هل فعلا ذاك هو أنا؟؟

آخيرا!!  أيها اﻷصدقاء، لاعليكم عيشو اللحظة واستمتعوا اطلقوا لها العنان قبل أن تتجمد في قطب الشمال ،افرحوا احزنوا ياأصدقاء فليس لدينا متسع للبقاء ،لا ترتكبوا نفس خطأي وتعانقو دمعكم فقط في الخفاء.

كلمة شكر لكل من كتبت رسائل عابرة لمدينة الضباب ،وأخص بالذكر تلك الرسالة التي وصلتني من الكاتبة الصغيرة// غيداء الخاشب .
-------------------------------------
*#عــــــفاف البعداني.*

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب

تابعنا على فيسبوك

Labels

شريط الأخبار

ads

حكمة

في بعض الأحيان الخطوة الأولى هي الخطوة الأصعب تقدم وأخطوها فقط وليكن لديك الشجاعة الكافية لان تتبع إحساسك وحاستك السادسة.

حكمة اليوم !

التسميات

العاب

منوعات

{"widgetType": "recent posts","widgetCount": 4}

Contact us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *