... رغم اختلافنا تشابهت حياتنا ..
في الأزقة تائهة أبحث عن وجودي المفقود منذ "فيضان حزنامي"
بساق أملي المبتور أركل قلبي شرودا .
: رفقا به .. ألم تغيّرك السنين؟!
صوت أقشعر له بدني !!
عدت بي خطوتين أجرني متماثلة أمامه وبين يدي قلبي الدامي .
: شرودك يخبر عن ضياع؟!
تمتمت باستغراب : ءءءءأنت ؟!!
وفي نفسي : هل لذاك الكبرياء أن يصبح بهذا الشحوب ؟
قلت : دعك .. ما بال جسدك مصلوب لا حياة فيك ؟
أجاب :هجرتُني منذ القدم ، إنني أمضغ آخر كسرة بقاء لديّ .
أهنف ثم استطرد : رغم وهجك المؤذي عين العمى إلا أن ظلام الكون في عينيك .
سألته متجاهلة : ماذا جرى لأيامك ؟
بادلني : هل تصغين ؟
توزوزت ثم تقدمت على استحياء
قال : أوَ تذكرين كبرياء وأحلام رجل في مملكة الشموخ ؟
صفعني الحزن ذات انهيار هاجمتني الآلام ترجمني بوابل منجنيق أضحيت جريحا بذي الحمى تداويني وحدتي .
ضعيفا اتكأت هذا الجدار أستمد بعضا من قوّته ولكن .. هاقد بلغ من العمر عتيا ،جوع الشيخوخة يأكله،صابه الوهن وقريبا سينهار بي .
قلت مندفعة : سحقا للانهيار .
يا للغرابة ! رغم اختلافنا تشابهت حياتنا.
عم الجدب ربيعها ،نفينا من عرش السلام وأستوطن الحزن قلبينا.
قلبي متصدع جراء صمتي اللعين !
فقدتني وذاتي في ظلام حياتي الدائم بحثت عني ولم أجدني بعد .
إنني أقيم مآتم العزاء والتشييع كل ليلة .
مد يده .. تنفضت راجفة محاصرة ما بين احتياجي ،تعاطفي والحنان .
مطمئنا : هدئي من روعك ..
قلت باكية : ماذا عن عداوتك ؟!
يا ألله! إني أتذكرها .
أتذكر ذلك اليو........
قاطعني : لا تلوكي لحومها ولتغفري ما مضى .
قلت :ما مرادك ؟
قال : نكمل بعضنا .
قد تجدين ذاتك وأحيا من جديد .
قلت : ليس لنا أدنى شبه .
هل يمكن امتزاجنا ؟
أجاب : إن لم يكن فقلبينا وأرواحنا .
أضفت : صلواتنا تختلف ،إني أصلي صلاة لا ركوع ولا سجود .
قال : دعينا نقيمها الآن في محراب صدري على خوفك وعداوتي .
ثم أعلمك خمس في يومي .
لمحت ولادة أوراق خضراء من رحم شجرة يابسة تنبؤني أن كل شيء ممكن ..
وضعت رأسي بصدره أنثرني ..
وبيده جمعني يغرسني .
لا أعلم أينا يحتاج الآخر أكثر .
فقط ما أعرفه أننا نحتاجنا ..
أدركت الآن أن فاقد الشىء يعطيه بسخاء .
لم يحتوينا ذوينا الأقربين .
فغرقنا باحتوائنا .
شعر بي ثم همس : أعدك أن نخلق سعادة الحياة ننفخ فيها روح الحب .
✍🏻
إلهام القبيلي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب