الثلاثاء، 1 سبتمبر 2020

من جهة مختلفة أتحدث عن هتلر بقلم عفاف البعداني

*من جهة مختلفة أتحدث عن / هتلر..*
----------------------------

*بقلم //عــــفاف البــــعداني*

كالعادة وكماهو معتاد تمضي الحياة بتسارع رهيب ونسافر معها عبر آلة الزمن المتلاحقة، بين فقدان  اﻷمس وعبوراليوم وانتظار الغد وفي محطة ما، بالتحديد عند مفترق الطرق وتناقل اﻷحاديث،  يفرط العقل بتفكيره ويسطو متمردًاعلى أقوال المألوف، متأثرًا بشخصيات عالمية خلفتها إحدى الحقب الزمنية في حروب متسلسلة في زمن البقاء، فأراني متوجةٌ إلى صومعتي الكتابية،وعزلتي المسائية ، بأسئلة تهبط من عين الفكر وتزيده عُلوًا في ابتعاث الشعور ،أسئلة لن يخمد فضولها سوى التأريخ أوالكتب، أو،لربما أقوال الشعوب المعاصرة.

وها أنا… اليوم أقف معتقلة أمام شخصية حربية من الطراز اﻷول ،يروادني البوح عنهامرة، ويهزمني الصمت مرات ،كونها شخصية مُختلف في أمرها عند الكثير، فلم أرَ   بُدًّا للخلاص من هذه اﻷسئلة التي تشاغب منفاي المنعزل ،سوى أن أكتب وأصوغ ماتختلجه نفسي عن هذا الشخص ، ولما علم قلمي بذلك  استيقظ من مكانه، وأعدّ متكًأ أمام نافذة الشغف،  تأهبًا لحضرة الحديث وهو متربع بولاية يدي ، وكأنه فارس حر يكتب مايروق له على براري الورق، وأنا متابع للتفاصيل، تبتدئني الحيرة وتطرحني في معترك وأسع من اﻷسئلة ،وهي كالتالي:

◾ *لماذا المدعو /هتلركان يعشق العنفواينة وتعبيد الطرق بالحروب ؟؟*
◾ *لماذا لايقبل بالتسليم ولايعترف بنتائج الخسارة؟*
◾ *ومانهاية الحب الهائج لدولته؟*
◾ *ولماذا دخل التأريخ بهذه السمعة؟؟*

فحتى جدتي:  عندما سمعتني أردد اسمه ردت قائلةً:(( يابنتي ماعليك من  هتلر هو أصلاً الذي قتل الشعوب بالحرب العالمية)).

تفاجأت!!!! حتى؛ جدتي…  أيُعقل أن هذا اﻹنسان بهذه الوحشية وبهذه السمعة!! ربما أن هناك جمالاً  في نفسه مخبأ وعليّ أن أبحث عنه، ربما أن هناك دوافع لزمت صغره وصنعت منه رجل حروب، ولابد من الكشف عنها ولوكانت في مقبرة مظلمة بذاكرة التأريخ.

طاوعتني نفسِ في المكوث لساعاتٍ طويلة وأنا أطالع سيرته في كبد التأريخ، وعزمت حينها أن أتحدث عن المدعو/ ادلوف لويس هتلر….  من جهة مختلفة ،كرجل وكفنان معماري، وكإنسان على أرض الطبيعة  .. وليس كرجل حربي أوسياسي فليس لنا بالساسيةإلامضض، وأجدني بفكرشارد ،يبحث عن إجابات في تمتمة السطور، أحاول أن أسلط الضوء على فكره الذي أذهلني، بغض النظر عن النتائج والحقائق التي خلفها في محبوبته ألمانيا ،وما أتركه في ذاكرة الشعوب.  

أيضًا متغاضية عمره الخالد بالمعارك في سجلات الكتب والبشر ،فقط أنا أجدني أنقب عن نفسه الغريبة التي تنامت وكبرت في عشق اﻷرض  وسخرت جل مواهبها في الفن المعماري، والتخطيط المكاني ، في سبيل السيادة وتولي القيادة على تلك البقعة اﻷرضية ،التي والاءها بصدق ،وبشراسةأسد لايقبل اﻹنهزام في عملياته الحربية ،اللا متوقفة ،كما حظي بخطاباته المؤثر في نواصي الشعوب، مشكلة ًسياق تام من التسليم.
 
ومازلت  مستمرة في البحث عن إيجابياته والكشف عن بصيص خلجاته ،ومؤمنة أنني سا أجد ما أبحث في زوايا الكتب المهجورة، وعند عقود التأريخ المعلقة، قطعت أميال من المسافات الورقية وأنا أقلب بين صفحات مذكرته المكتوبة، ولم أكتفي بهذه الخُلاصة "أنه ولد في النمسا وتوفي في ألمانيا سنة/١٩٤٥م/ وأنه تولى مناصب عدة، وخاض الحروب بشراهة"لم تكن هذه اﻷرقام  والحسابات قضيتي أنا أبحث عنه من جهة مختلفة، جهة تسمى" أنا إنسان "  فوجدت  في سطوره حقائق تفي بالغرض ومما كان مكتوب: أنه شخص يؤمن بأن هناك قوة خارقة خلف الطبيعة ويمكن تسخيرها في واقع البشر، وأنه شخص ينتمي لنظام غذائي نباتي بحت ولايحب تناول اللحوم ، ﻷنه كان يعد صديق حميم للحيوانات،

  أيضًا :كان مكتوبا أنه ينبذ طبيعة اليهود ويتوافق  نوعًاما مع مناهج الإسلام  ليس إيمانًا ولكن من قبيل تحقيق معيشة متصالحة في زمن البقاء تضمن له هدوء الشعوب ، أيضًا فتح مجالاً واسعًافي التصنيع و العمل وتخلص من البطالة وتجاوز بعض اﻷزمات بتقنيته الخاصة، وأشدّ وقعًا في نفسي أني وجدت في أحد السطور أن المدعو/ هتلر عاش حياة مأساوية في صغره وتكبد أقسى أنواع العنف، حتى شبت العنفوانية فيه من جهة واسعة، ولعلها كانت أكثر الدوافع التي صنعت منه رجل حروب وأيضًا العجيب أنه يقال :  كان يعاني من مرض ولكن ربما أحلامه الحربية أنسته علته ،فمضى متجاهلا ً نفسه وشعوره ،مرتديًا معطفًاسميك  يحميه من العودة إلى نفسه وروحه ،ويوقفه فقط عند مطارح  الحروب. 

حلم بأ ن يغزو بلدان ويجعلهاتحت سيادته التحكمية،ويسطو بأحلامه تاركًا خلفه كل مخاوف العالم ،مضمرًافي نفسه أصول التحدي لايعبأ بالكوارث اﻹنسانيةوالنتائج البشرية ،المهم أن لايتوقف مشروعه ، إلا لغاية مؤجلة في نفسه، كان يمضي حياته في التخطيط الاقتصادي والعسكري، والصناعي، والحربي، وفعلاً استطاع أن يحقق مارام إليه وما استبعده عليه من حوله ، فمضى و لم يدع أي مكمن  أوإحتمال في عقله إلا ووظفه في ميدان الواقع بمعادلة التخطيط و النتجية ،فحجم الخسائر لاتهمه بقدرمايهمه نجاحه في شن عملياته وخصوصًا بعد ترقيته /مستشارًا للرئيس اﻷلماني فكان له مطلق  اﻷصدار والقنونة.

أعرف تعاهدنا أن لا نتعمق في مساوئه فالماضي والواقع والحاضر متكفل بهذا ،ولكن لم نرَ  بدّا للمرور فسيرته مغطاة بالحروب ومتقوقعة في أصل الساسية فالمدعو/ هتلر… احتل أماكن وعادى دولاً كبرى وقيظ مدينة كاملة كانت تضج بالسكان ،إلى محطة بحتةللصناعة والحرب ، وأفكار لاتتسوعبها كينونة العقل، وكل هذا في سبيل التوسع والتمدد لدولته المحبّبة، التي سطرت في داخله كل أنواع الشقاء، إلى أن حصل واجتمعت من حوله بعض الدول،كبريطانيا وفرنسا ،وكشفت غضبها المغطى بالصمت المريب ،وقررت أن توقع به وتعاونت حتى  شكلت صفعة ضاربة في خندقه التوسعي ،ولكن هيهات!  هيهات!  نفسية هتلر لاتؤمن بالاستسلام أو التنازل رغم إيقانه أن خططه تبدو على وشك اﻷجهاض المبكر.

تلقى الصفعة، ودخلو ألمانيا ،فلم تهدأ نفسه المتمردة وقام بتدمير بعض المعدات المتبقية حتى لايصل إليها الغزاة ،ويستفيدون منها ولاحت النهاية،وقرب اﻷجل ،و حوصر"هتلر "في منطقة اسمها" برلين"  كانت نفسيته الهائجة لاترى بدًّا للاستسلام ،فقررأن يضع النهاية لنفسه ولايترك مجالا لذوي البشر أن يتدخلوا في ذلك ،وكتب في ذاكرة التأريخ أقسى خريطة،والتي تنص على الانتحار، نعم;  الانتحار، وحدث مالم  يستوعبه العقل ،أخذ البندقية وأطلق النار على فمه فاستلقى ميتًا وليس مستسلما.

وانتهت أحلام الرجل العالمية ،والتوسعية، باﻹنتحار ومن هنا دخل التأريخ بسمعته، وهنا وقعت حروفي متأسفة ومتأثرة لنهاية هذا الرجل، ﻷني وجدت فيه شخص قويًا لايرضى بالتراجع، لايسلم نفسه للخوف والفشل،  وجدته إنسانا متمردا على القوانين المعتادة محاذيا شذوذ التصور، يحب أن يوظف طاقة تختبأ خلف الطبيعة، لديه  نظرة مستقبلية تسبق لحظته ويومه ، وظف كل مايملك بصدق وبدون تراجع،

وجدت هتلر، إنسانًا وحيدُا ترك عواطفه ومشاعره، وحياته في سبيل التوسع والتمدد، ورام به الحب اﻷلماني إلى الشقاء، وجدته متجرد من نفسه ذاهبًا إلى محيط أكبر منه،  وفي النهاية ابتلعته اﻷمواج  اﻷلمانية ،بأمر من القوات البريطانية في مرحلة متتابعة من الضعف.

وتوصلت أخيرًا إلى حقيقة هذا الرجل الغريب الذي عشق الحروب و أدركت بعد حثيث بحثي، لمَ؟؟ لمْ يعنيه التأريخ بلطف رغم شجاعته وبسالته ونظرته للمرئيات بعناية ، أتدرون!!  لماذا ﻷن ثمة شيئا مهما وأساسيا كان ينقص ،هتلرإنّها" العقيدة اﻹسلامية" التي من شأنها أن توظف قدرات العقل في مقاصد الفضيلة لحياة البشر ،وأني أجزم وأقول: 

((لوأن هتلر حظي بديننا واعتنقه بإيمان ، لربما أصبح العالم كرة صغيرة في محتوى سيطرته وبغضون ثوان، والله أعلم)) .
--------------------------------

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب

تابعنا على فيسبوك

Labels

شريط الأخبار

ads

حكمة

في بعض الأحيان الخطوة الأولى هي الخطوة الأصعب تقدم وأخطوها فقط وليكن لديك الشجاعة الكافية لان تتبع إحساسك وحاستك السادسة.

حكمة اليوم !

التسميات

العاب

منوعات

{"widgetType": "recent posts","widgetCount": 4}

Contact us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *