الثلاثاء، 1 سبتمبر 2020

قسيسة من خلف الضباب 8 بقلم عفاف البعداني

📃 *قسيسة من خلف الضباب8* 💨
--------------------------------
عفاف البعداني

في الصباح نام الليل مع حاشيته المتﻷلئة، وتغطى بلحاف سماوي أزرق مزينا أُفق السماء بالخدود البيضاء، استلقى الظلام مستسلما لسنن الكون الثابتة، وبتأدبٍ تام أشرقت الشمس مع الشفق اﻷول مع لون القرمز، دبت الحياةمن جديد على مدينة الضباب، بدأ الضوء  يغطي الأُفق ببتلات مشعة، بدأت أغنية الصباح تعلو مع العصافير، وخرير الماء ،وصوت المارة وبدأت تعم الحياة في قريتي الجميلة من جديد سديم تعد الطعام ،وإذا بنوال تتصل لزهرة.

-الوووو…
- أهلاً نوال أُسعدتِ صباحًا.
-وصباحك أسعد ،أحبك كثيرا أنا سعيدة جدًا .
-صوتك مفعم بالحياة مالذي حصل حتى استيقظتُ على هذه الكلمات الرقراقة.
- أتذكرين جدي حمادي ،قدانتهى أمره واُستجيب دعائي.

-الحمدلله ولكن كيف؟؟
-لقد ذهب بملئ إرادته !!
-كيف ؟؟
- لقد خطرت في بالي فكرة في اللحظة اﻵخيرة وهم يقرأون الفاتحة، عزمت على وضع المساحيق التجميلية وأصبح وجهي كمهرج لقدتغيرت ملامحي تسعين درجة إلى اﻷسوء، الخطوة الثانية: كنتُ أتمتم بكلمات غريبة وأدعي أنني قدجننت،درت حولهم  في الصالة كالمجنونة وفجأة اقتربت من العريس بهدوء وصرخت في وجهه صرخة لايعود بعدها قائلةً له:أهلاً لقد انتظرتك، طبعا من هول ما رأى خاف وفر هاربا ونسى حذاءه عند الباب لشدة ارتياعه، لقد أديت الدور بإتقان بمساعدة أمي، والشيء المثير أن أبي صدق وخاف، وبعد مرور ثلاث ساعات علم أبي بما فعلناه وغضب ولكنه استسلم لإرادتنا، فأحببت أن أكلمك في هذا الصباح وأعطيك موجزي الأخباري..

-زهرة في عز الضحك : كم أنتِ شقية يانوال،لقد لقنتيه درسا!! لن يخطو ولوعلى عتبة الباب بعد هذ اليوم!!!

- لاشك في هذا!!استودعتك الله يازهرة ،لدي أعمال شاقة لنا لقاء.

-حتى أنا لدي أعمال رافقتك السلامة .

-تقول زهرة: تنفست  بعمق وحمدت الله ورددت في نفسي لقد أزيح هم صديقتي نوال،ولكن بقي أمر القسيسة هو:  الشيء الذي لم يرد أن يتركني إلى هذه اللحظة ،كنت شاردة الفكر ومشوشة البال،ولم أعد أريد أن أذهب لذلك الجبل ،لا أعلم مالذي يمنعني،أهو خوف ،أم تهرب ،أم… ..لا أعلم بالضبط .

تراقبني أُمي وتكاد أن تكشف أمري ولكنها… .. لا تظهر لي هذا؛ بل اقتربت بهدوء،وأنا أنظر من النافذة بإتجاه الجبل.
وبصوت حاني قالت:  زهرتي الصغيرة، لا أعلم مالذي يدور في خلجك من مشاعر ولكني وأثقة أنكِ كأبيك عاقلة وتزن الأمور بكفوف راجحة،وليس هناك ما يستحق أن تكتنفي كل هذا الشرود ﻷجله.  

-كنتُ أود أن احتضنها وأبكي،كنت أتمنى أن أحكي لها ولكني بت أخاف فلن يصدقني أحد، وإن صدقني أحدهم سوف ينظر لي بعين الشفقة والجنون، وبعين أني صرت مهوسة في عالم الروحاني، فليس بوسعنا أن نتحدث عن أشياء لاترى،ابتلعت كوؤسا من الدموع وغرقت في بحور من الحيرة، والشرود ولم أتلفظ بكلمة .

غادرت أمي المكان وذهبت لتزور خالتي// أمل… وأنا بقيت وحيدة في المنزل ،شعرت أني بحاجة إلى أن أجلس مع نفسي؛ كي أرتب الفوضى العارمة التي حدثت مؤخرا في داخلي ، أخذت فنجان القهوة البائس، وتوجهت نحو غرفتي ،كنت متعبة ويزداد تعبي بالثانية الف مرة ،أصبح جسدي لايقوى على الحراك بالكاد وصلت لغرفتي ويدي ترتجف ولم أصدق أن الفنجان البائس لازال سليم في يدي، فتحت الباب  وشعرت بدوار فضيع وسقطت على الأرض مغشية ،تركت الحياة بلحظة ،حاولت أن أستجمع قواي وأنهض لاستلقي في الفراش؛ ولكني لم أستطع ،فكري يقظ، وقلبي ينبض بشدة وأذناي تسمع دبيب النمل، ولكن المعضلة أن جسدي متعب ولايقوى على النهوض، بقيت روحي رهينة لذلك الجسد المرمي على مقربة الباب، مرت عشردقائق وأنا أحاول فتح عيناي ولكن لاجدوى وكأن جفني مع أهدابه الثقلية أصبحت جدرا صلبًا وثقيلا لا يتحرك.

-كنت أريد من  يساعدني لأنهض، تمنيت لو أن هناك أحدا يمسك بيدي حتى أشعر بالأمان وأحرك جسدي المغمي، لكن لا أحد، خفت وكأنّ ملك الموت بات ينتظر أنفاسي الأخيرة عند الباب، ولا جدوى من النجاة ،خارت قواي وفقدت المقاومة،وعلى حين يأس :شعرت بأن هناك أيادي حانية تمسك برأسي ،وتنادي ،ولكن لم أميز الصوت ،شعرت أني أرتفع من مستوى الأرض هنيهة،ولكن لا أعلم إلى أين، فجأة عدت إلى الأرض مجددا ولكن برفق ليس كما سقطت قبل قليل .

حاولت أن أتكلم وبالكاد نطقت كلمة واحدة هي أمي!! رجعت في نومي اليقظ، فإذا بي أسمع الصوت مرة اخرى وآخيرا عرفته، إنه صوت القسيسة ،نعم لقد أخذت قماش قطني وبللته ووضعته في رأسي ،ثم برحت تتمتم ،وعرفت أنها تقرأ آيات من الذكر الحكيم ،كانت القسيسة متوترة والقلق بادٍ عليها، فتحت عيناي فرأيتها بقربي ،تنظر وقد هزمها الخوف.

- مابك لقد خفتُ عليك ماذا جرى لك؟؟
- أنا بخير لاتقلقي!!!
-حرارتك مرتفعة ويداك ترتجف !!
-لابأس لقدتعودت أحيانا تأتيني نوبة دوار و فجأة أرتطم على الأرض، الحمدلله أن أمي لم ترني بذاك الشكل سوف تخاف عليّ كثيرا.

-حتى أنا خفت عليك.
-ساكون بخير فقط إفتحِ ذلك الدرج واعطيني تلك المهدئة،وكوب من الماء.

-القسيسة..  فتحت الدرج ورأت شموعا بيضاء وقلم أسود ومذكرة زرقاوية، انشغلت بأيقونة الاندهاش ولم تحضر الدواء ،تعجبت قائلة: ماأجمل الدفتر هل تسمحي لي بأخذه…

-كنتِ متعبةولم أفقه ماقالته القسيسة   .
-القسيسةأعطتني الحبة وغفوت لمدة عشر دقائق واستعدت نشاطي ،واستقر حالي .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب

تابعنا على فيسبوك

Labels

شريط الأخبار

ads

حكمة

في بعض الأحيان الخطوة الأولى هي الخطوة الأصعب تقدم وأخطوها فقط وليكن لديك الشجاعة الكافية لان تتبع إحساسك وحاستك السادسة.

حكمة اليوم !

التسميات

العاب

منوعات

{"widgetType": "recent posts","widgetCount": 4}

Contact us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *