حقد
طلبَ منها نسيان ماضيها بما فيه قصة حبها الوحيدة.
التزمَتْ جانب الصمت، حتى التهمها الشحوب وذبلتْ أيامها حزنا.
بين فترة وأخرى كُلَّما خلا بها، يرمقها بنظرةِ شكٍّ قاتلة.
هامسًا في أذنها قائلًا:
- الذكريات تسرقُ منكِ روعة الحاضر، تجعلكِ تعيشين بين نارين.
لأنه يدركُ حجم الفجوة التي بينهما، فعيناها لم تلتقيا بعينيه منذ أن تزوجها، على الرغم من أنها لم ترفضْ له طلبا.
سنواتٌ قليلة مرت، قبل أن يصابَ بجلطة أودت به.
بعدها ارتدَتْ السّواد، ذارفةً الدموعَ والحسرات، فهي لم تسقِهِ من نهرِ حنانها وفيض حبها يومًا.
فالآن تتمنى لو أنها استعارتْ له ثوب السعادة حتى للحظات ليرتاحَ ضميرها.
وعند توزيع التركة، عندها فتحَ المحامي ذلك الظرف الذي بداخله رسالة خصصها لها
"أنا اختطفتُ سعادتكِ عنوة فقد أجبرتُ حبيبكِ السابق على الزواج بأخرى ليترككِ تشربين آلام الخيبة معي؛ وكنتُ بذلك أنتقمُ من والدتكِ التي سرقتْ سعادة طفولتنا حين تزوجتْ بأبي".
نجلاء القصيص
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب