أمنيات معتقل
قام بسجني في قصيدة غزلية، حجب عني كل حروف الإعجاب، قطف حمرة وجنتي، ووضعها في أحد دواوينه، خشية أن يلمحها أحدهم فيُسحر.
ثم اعتزل الأبجدية عقب أن أصبحت حبيسة قوافيه، لم أعد أستطيع فكاكا، كطفلة عدت للوراء، وكأني لم أتقن بعد حروفها، أتهجى حروف اسمه تأتأة ثم يصمت الكلام.
غادر الصفحات تاركا إياها بيضاء؛ مصطحبا قصائده، غير قصيدتي وضعها على هوامشها، حزينة وحيدة.
ولازلت أغوص في بحور القصيد باحثة عن شط لأرسو بتنهيداتي بعيدا، ولازال الوزن تختل أمواجه، تعيدني نحو المنتصف.
ليت لي بقلم يشفق بحال عاشقة أخطأ الحب حين رمى سهامه في مقتل، لم تكن يوما مرمى للعشاق، وكانت دوما تحتجب عن سمـٰوات الهوى خوفا.
ليت لي بأبجدية أخرى تخرجني من هوامش القصيد، لأعود ألف الحياة، وياء الحب، والضاد لعينيّ ينشد الشعر ويترنم.
لن يطول سجني في دواوينه المهترئة، وإن كسرت ضلعا، ومن نزف حبري سطرت حريتي، لأهجره ومن زنزانة أبجديته أرحل.
ليلى السندي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب