السبت، 26 ديسمبر 2020

غروب بقلم الكاتبه ليلئ السندي

غروب

عيناها كمدينة تختبأ بين نهرين، يحملان في جريانهما خباياها.

ترتق شفتيها بالآف الخيوط السوداء، تمنع نزف البوح، لئلا تكشف ضعف يتوارى.

وخداها ثملان من رشف الدمع، كادت خمرته تفتك بهما ليتلاشا.

أنف قائم بكل شموخ لا يظهر انكسارا، وخلف تلك اللوحة، قلب ممزق مبتور النبضات.

والبعيد يقف يلوح من وراء أفق الغياب، يخبرها أن لا عودة فاخلعي ثوب الانتظار.

تأبى السمراء للفراق تصديقا، وتغلق أذنيها عن نصائح المشفقين.

فتحتضن وشاح وداعهما مع كل غروب، تلملم بقاياه كي لا ينثره ريح الحقيقة.

تطعم النوارس بعضا من روحها، تقايضها كي تحمل إليها الأخبار.

وتغزل من دمع عينيها قصائدا، وتحيك صبرها رسائلا، لتحملها إليه النوارس

وتلك النوارس تقتات من صبرها الكثير، فما أسهل العبث بقلوب العاشقين.

فلم تحمل قط رسائلها، وما قرأ الغائب حروفا كانت دوما تعنيه.

ليلى السندي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب

تابعنا على فيسبوك

Labels

شريط الأخبار

ads

حكمة

في بعض الأحيان الخطوة الأولى هي الخطوة الأصعب تقدم وأخطوها فقط وليكن لديك الشجاعة الكافية لان تتبع إحساسك وحاستك السادسة.

حكمة اليوم !

التسميات

العاب

منوعات

{"widgetType": "recent posts","widgetCount": 4}

Contact us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *