السبت، 26 ديسمبر 2020

نفس الطريق بقلم الكاتبه يـُسرى

تسيرُ الحافلة، ويوميًا هي نفس الطريق، ودائما تلك العيون الشاردة من النوافذ تختلف.. تختلف النظرة.. تختلف الغاية.. تختلف المشاعر!
تحملني الطريق دائما إليك، تسير بي ولست من يسير بها، لا محطة انتظار او استراحة، تسير دون نية في التوقف، تسير دون أن تأبه للضحك أو للبكاء أو للصراخ..
تسير وأنا واقفة، تسير وأنا حائرة، تسير وأنا لا زلت أتسائل عن الطريق التي تحمل بقايا منك.. أو مني.. لا فرق، فأنا قد تركتني كلي معك، وأخذتك كلك معي.. وتركت منك في كل رصيف.. دروبي كلها تعرفك، خطواتي تألف طريقك كأنها كانت منذ الأزل تمشي إليك، لكنها لا تصل..
أين أنت؟
لقد رفضت الحافلة التوقف رغم أني قد هتفت لها بأن تقف، على الجانب الآخر رأيت طيفك يلوّح لي، وكنت أحاول فتح النافذة التي لا تُفتح، زادت السرعة وبدأت الطريق تبتلعك.. أو تبتلعني.. فطيفك يغدو كالسراب، وأراه هو الحقيقة وأنا السراب!
صرخ الركاب علي: كسرتي رؤوسنا بصراخك لأجل وهم..
لكنني لم أرد وأحاول إثبات أن الطيف كان جزأ منك، كان يجب أن أجمعك حتى أصل.. فأنا لازلت أسير لكي أصل.. ولكي أمنحك ما وجدته من أعقابك على سطح الأمل المتموج في الطريق..
بقيت أهتف للحافلة أن تقف، لكنهم أخبروني أنّا ابتعدنا، لافائدة من أن نقف..
فصرخت في تلك الوجوه وصحت للسائق: عليك أن تقف..
أتعبني الطريق الذي لا ينتهي، فأنزلني هُنا، لا أريد محطة تحدد وجهتي، قررت بأن أقف..
أنزلوني ساخرين: توقفت لأجل وهم!
ودون أن أوجه لهم نظرة غضب عدت عكس اتجاه الحافلة..
سأسير نحوك وإن كان الطريق طويل..
سأسير نحوك وإن لم أعرف اتجاهاتي..
سأسير وأصطحب معي كل طيوفك..

#يُــســرى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب

تابعنا على فيسبوك

Labels

شريط الأخبار

ads

حكمة

في بعض الأحيان الخطوة الأولى هي الخطوة الأصعب تقدم وأخطوها فقط وليكن لديك الشجاعة الكافية لان تتبع إحساسك وحاستك السادسة.

حكمة اليوم !

التسميات

العاب

منوعات

{"widgetType": "recent posts","widgetCount": 4}

Contact us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *