ضريح الهوى
وفي إحدى زواياي بنيت ضريحا، وكتبت على شاهده ولي من أولياء العشق.
وطرزت من دقات الفؤاد نسيجا أخضرا، وكتبت في حوافه أن قيساً لي فلا يسمح لأنثى أن تقترب.
ولم أدع أفئدة العشاق لتهوي إليه قاصدة طوافا، ولم آذن لهم بالحج.
استأثرت به تعبدا، لعينين كانتا تمعنا في قتلي، ولسكوني تسترقان.
فكم من صرخات في أنيني أطلقتها، وكم تأوه لم يُرحم، وكم هوت بي الصبابة في بئر لم يرد إليه سيارة، ولا عاطشا للحب يدلي دلوه.
فيا عاشقا طوى الليالي رواحا وجيئة، باحثا عن قمر في عشقه النجوم لم تختلف.
دعني أريك للغرام حقيقةٌ، لا ترى لأعمى الفؤاد، وفي أفخاخ العذارى يقع.
لكن حكايتي هنا غير تلك الحكايا، حيث كنت أهزوجة قديمة على أستار ضرائح الحب.
كفى بالشوق يا صديقي مرتعا، لسلاطين الهيام تقيم مبارزات الغرام، فتجز مناجلهم أفئدة المدنفون، والكل للتصفيق على مدرجات الهوى يهب.
وتقام الموائد للحنين، يلتهم النبضات، ولدموع الحيارى يرتشف.
ولكن محدثتك كانت كاللبوة قطُّ لم تستسلم، خطفت منجل معشوقها، وأمعنت في مقتله بالحب تصرخ أن هيت لك ولم تجب.
وحملته على ذات ألواح طريدة، وفي ضريح فؤادها وضعته تابوتا من أبنوس وبضع ألماسات بالجمال يبهر بريقها ويسبي كل ذي لب، عدا قيسا غدا في فؤادها أسيرا وفدية لن ترضى له عتقا.
ليلى السندي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب