الرِسالة الأخيرة
ـــــــ
عندما يقف الشخص ليكتب آخر رسائله، تتزاحم الكلمات في فمه، يكتشف أن عمره كان عبارة عن كلمات لم تتعدا الشفتان!
الآن هو يرغب بقول كل شيء دفعة واحدة، لن يخشى البوح، لن يخاف الانفجار، لن يُبالي بمن قد تصيبه شظاياه، سيندفع كسيلٍ جارف هدّم جدار سدًّا عتيق..
على منضدتي ترتمي العديد من الكتب، جميعها تفيض حزنا، لم أصل لمنتصفها مع ذلك أشعر بأنها تبكي!
الكتب التي لم أقرئها بعد تقول لي: مهلا لا تزال هناك رحلة لترافقينا!
والكتب التي قرئتها تهتف: لنعيد تلك الرحلة المشوقة!
لم أكن يوما كاتبة، كنت أُفرّغ رأسي من تلك الأفكار اللعينة لأنني لم أكن أملك مسدسا!
والآن..
لم تعد الكتب كافية للاستمرار.. ولا حتى الكتابة..
الآن جمعت من البؤس ما يكفي رحلتي، الآن يمكنني أن أطوف على ذكرياتي طواف الوداع، أُربّت على أحزاني وأبتسم لها..
الآن أنا أبتسم رغما عن هذا البكاء!
الآن أشعر كم أن الحياة تافهة، كم أن الدروب مخيفة، كم أنني ضعيفة وهشة!
الآن أنا أنسحب يا كُتُبي ويا كتاباتي..
#يُــســرى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب