صقيع الفراق
أشعر بالبرد فدثريني يا أماه، فدفء قلبكِ بألف مدفاة، لكن هيهات أن تصل يديكِ لتمسك بكفي.
واراكِ الغياب بكل قسوة، وجعل بيننا بابا من الفراق، ليت عمري لكِ مددا، لكن لا تمدن بركة صغيرة المحيط.
آه ترددها الروح حين تلمحكِ طيفا من ماض كان. هنا كانت تمشي، هنا كانت تأكل، هكذا كانت تضحك، إنها أمي فكيف يفارقني طيفها.
لو تعلمين حين أتذكر لحظات موتكِ يغشى الدمع الفؤاد. بالأمس عانقت قميصك الذي كان آخر ما أرتديته، شعرت بكِ وددت لو تتسرب خيوطه لقلبي فتدفئه كما كان يدفئكِ.
أماه أنى لي أن أرثيكِ وأنت ِ في كنف المولى، وإنما أرثي حالي، هزل مني الجسد، وشاخت أحلامي، أي حلم سأنسج في غيابكِ، لقد عبث المشيب بنبضي وكأني بلغت من العمر أرذله.
كنت أقرأ عن وجع فراق الأمهات، لم آبه كثيرا، كنت أكن احتراما لأحزان الفاقدين، الآن أدركت كم هو موجع رحيل الأمهات.
ليلى السندي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب