الموت بقلم الكاتبة عازفة الليل

*الموت*

ليلة كئيبة مدججة بالبكاء، مليئة بفوضى من الأفكار بعيدة المدى، لطالما كنت الأقوى ولكن هذه المرة ضعفت حد الذبول.

اتكأت وبينما شردت بأفكاري تذكرت الموت حتى نهز شعري مني، تذكرت القبر، فكلنا نخاف من العتمة فكيف بظلمة القبر ووحشته، وحيدة فريدة في بقعة لا أنيس لي.

لا زلت أتذكر الموت، حينما يدنو مني، ارتخاء يديّ، شاخصة ببصري، تفوض الروح لبارئها، بكاء الأهل ثم التحاف كفني الأبيض ليحملوني في النعش على أكتافهم، حتى أصل لبيت الغربة الموحشة، اللحد المعتم، التراب غطائي والوحدة تنتظرني.

آه لا شيء أفزع منك أيها الموت، فقداً مؤلم، رحيلاً أبدي عن الدنيا، ترك الأحبة والأصدقاء، عبور برزخي، وداع بلا موعدٍ أو تأهب مُسبق.

خائفة يا الله عندما أموت أن لا يكون مصيري جنتك، من لي سواك يا إلهي وأنت الرحمن الذي وسعت رحمته كل شيء، آنس وحشتي في قبري، أجعله روضة وضياء، باعد بيني وبين النار كما باعدت بين المشرق والمغرب، فجسدي الهزيل لا يقوى على نار عذابك.

يا الله ما كنت أعصيك تمرداً، وإنما جهلاً مني وإغواء الشيطان لي، أنتِ رجائي، لك لذت وفررت من كل شيء، فقربني إليك صالحة من المتقين الذين لا خوف عليهم ولاهم يحزنون.

#عازفة_الليل
18/1/2021 م.