أرغب بالسفر
ومن لايرغب بالسفر والمدن التي نسكنها صارت من شدة الإتساخ الفكري -فضلا عن المادي- عفنة؟
ومن لا يرغب بالسفر والحقائب أصبحت أكثر اتساعا من الوطن لو ثمة وطن بقي لنا ؟
نحن لانتباهى إلا بخيباتنا بهزائمنا الداخلية بانكساراتنا المدوية بتشظينا بالحسرات التي تخنقنا ولازلنا نتنفس صحيح أن الهواء مشبع بالسذاجة كونها ماركة هذا الوطن المسلوب أكسجينه لكننا نتنفس نهاية الأمر وهذا كافي ليقول العالم كاذبا أننا أحياء نعيش مركونون بجانب كيس قمامة أو فوق عتبة توقيع على هدنة ومبادرة سلام زائفة.
من لا يرغب بالسفر وهو المنفذ الوحيد المؤدي للضوء الهارب من أحداق الخائفين من الوميض البرتقالي ومن شفاه العاشقين المرتعشة بالقبلات المسروقة من جيوب الزمن ومن مهد طفل يعاني سوء التغذية ومن أحمر الشفاه لشابة سرقت العتمة مرآتها نكاية بأنوثتها وبحلم الأمومة الذي يتلبسها؟
سافر... تجول في صنعاء زر معابد اليهود فيها لو تعرف أين كانت ، عاين البيت الذي جلس فيها الأيوبي آكل لحوم البشر واستفسر جدران المسجد الكبير كيف ابتهل أهالي صنعاء كي لايبيعوا مزارعهم ،سافر واجلس تحت شجرة لوز على ظهر جبل اللوز لاتخف من زوجتك ومن ظنها بحماقتك ،أعتقد أنها ستكون حمقاء لو كنت أحمقا وستحب السفر لو أحببته أنت وستبدو وكأنها على استعداد دائما لتزر حتى جولة الشهيد وجولة القتيل وجولة الصريع وكل الجولات ولو كانت تخاف السيارات وأصوات أبواقها.
أرغب بالسفر لكنهم اشترطوا أن لا أكون أنثى......ورغما عن شروطهم سأسافر.
أميمة راجح
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب