السبت، 13 فبراير 2021

لاجئون بقلم عفاف البعداني

*لاجــئــون*
-------------------------
*عــــفاف البــعداني*

"الجزء الثاني"

مع القراءة نحن نكبر، ونحن نعيش ، ونحن نستوعب ونحن نندهش وندرك كل يوم أكثر من اللازم، ومن يعلم إن كنا سنموت يوما في مقابرها الروحية التي من شأنها احتواء إدراكنا الفضولي بسلام،  وكم نود أن نقاطع  هذا العالم الكروي بعفوية الناسك المحمود ، يستجيب  للإنسحاب المؤقت من كل تهيجات العصر المملة ؛ ليكن ذاك المسافر  مجتمعا في ذاته الواحدة عند مفترق الطرق ، يكتشف نفسه الذابلة ويقاضيها بالزهو والهدءو أين كان السبب، وحالما يتضاءل عليها لهاث الحياة ، فإننا سنأخذها وبحوزتنا بطاقة انسحاب روحية نعرف بها جيدًا  من نحن ، فليس هناك مجال للشجار  في مضمون الوجود على سطح الأرض، لن نختلف مع سائق الآجرة، فنحن نطير  للأعلى ، نحن عشاق للسماء .

لن نتجادل مع رجال الدين المتشددين، بكوني سنية أو شافعية ، صوفية، أو حتى زيدية، بل أنا عبد ولي إله أمجده وأحبه أكثر من أي شيء عرفته في حياتي ، ويكفيني سعادة أني كنت من أمة محمد، هكذا أنا وهذا محض اقتداري، بعيدًا عن كل الطقوس المتضاربة،  لدي رحلات متعددة مع عالم الحسيات،  وسأحدد اتجاهي نحو الفضاء عندما أتقدم بالعمر  وأكون أكثر شجاعة في مقارعة الظلام، والأنس بالوحدة، وقراءة  نفسيات القلب المقدسة بالسمو البصري الذي يمتاز به فئة قليلة من رعأة الأرواح،  وربما هذا ماجعل المجانين يمرون بكل حرية وطلاقة دون أي قيود بشرية تؤججهم بالاحتمالات السلبية.

فنحن نتجه دائما إلى مسار الذات البعيدة ليس لأي شي ء سوى أن نأتي بشيء مختلف، لم يسبق لأحد وإن جاء بمثله، ونصل لمستراح العارفين من طمأنينة وسعادة وسكينة رغم زلازل النفوس،  إننا نشبه الطبيعة جميلون ولكننا لانحتاج للحروف؛ كي نتحدث عما يختلجنا ، بل وحدها الرؤية الصامتة تكن برهان مناجأة وافية ، وقد تكون رحلتي خرافة محسنة، تدافعت إليها الذات في هذا العصر بالتحديد ولكنها أجمل بكثير من ضجيج المدن ومحافل الدول المتكركبة عند الحدود الجغرافية، وأقوال الشعوب المتناقضة، وصراعاتهم  المستمر ة في تفسير الدين والعقيدة،  ولكن هناك مايجعلنا نرضخ ونستسلم لكل ما يحوم حولنا .

إنها حاجيات البقاء:  هي ما تدفعنا لمساورة الحياة بانتظام، ومخالطة البشر فنخرج للعمل ونصادف وجيه كثيرة من  الناس الطيبة الشريرة، نضطر لتحملهم ونحيد عن الإنتقام في كل مرة، توقيرنا للسلام هو أكثر ثوبا يليق بنا من حيث التفسير والتسامح، لنكسب بعدها لقمة العيش بهدوء ، وعندما نمرض فإننا نتجه بكامل بؤسنا وعزوفنا لشخص اسمه طبيب مع أن في داخلنا كبرياء من شأنه أن يميت وجعه مستمتعا بوحدته وموته، دون حاجته للمهدءات وشفقة الأدوية، والمدعو ذاك الطبيب .

ولكنها مشيئة الله، وسنن الحياة التي نمضي عليها بكفاح حتى نرقى بأنفسنا ونحقق ماكتبه الله لنا في زوايا العمر القصيرة،  إننا مجملا نحاول بقدر المستطاع أن نعيش ، لنكون طموحين ، نشيطين ،جيدين، مع كل من حولنا بيدا أن مكاننا في الحقيقة  ليس مقرونا بهم، بل إنه مصنوعا خصيصا لعالم أعمق وأجذر أن يكن في هذا الوقت والحين،   بل يجدر بنا أن ندخل كتابا سماوي  ومن ثم يقفل علينا لنكن أحياء مغروسين في عمق الطبيعة.

https://t.me/AfafAlbadani88

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب

تابعنا على فيسبوك

Labels

شريط الأخبار

ads

حكمة

في بعض الأحيان الخطوة الأولى هي الخطوة الأصعب تقدم وأخطوها فقط وليكن لديك الشجاعة الكافية لان تتبع إحساسك وحاستك السادسة.

حكمة اليوم !

التسميات

العاب

منوعات

{"widgetType": "recent posts","widgetCount": 4}

Contact us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *